حلب- نورث برس
ترفض شمس الخطاب (30 عاماً)، وهي من سكان حي السيد بمدينة حلب، شمالي سوريا، تلقي اللقاح، معللة ذلك بعدم ثقتها به وبمراكز التطعيم.
ذلك على الرغم من استمرار تسجيل إصابات يومية بالمتحور الهندي المعروف بـ”دلتا”، ودعوات الفريق الاستشاري الحكومي لمواجهة فيروس كورونا لضرورة أخذ اللقاح.
ويعرب سكان في حلب عن مخاوفهم من تلقي اللقاح، معتقدين أن من الأفضل “عدم المخاطرة” بأخذه خوفاً من الآثار الجانبية المحتملة، رغم تأكيدات منظمات صحية أبرزها الصحة العالمية على أن اللقاح آمن.
ويعتقد آخرون في حلب أن السبب في ضعف الإقبال على اللقاح يعود لعدم جدية الحكومة بتوعية السكان بأهميته عن طريق توزيع بروشورات مثلاً أو القيام بحملات.
وبحسب عدة مصادر في مراكز التطعيم في حلب والبالغ عددها 14 مركزاً ومشفى حكومياً، فإن الإقبال على التسجيل وتلقي اللقاح “ضعيف”، وأرجعوا السبب إلى عدم ثقة السكان باللقاحات.
وذكر مصدر طبي في مركز ميسلون في حي الصاخور بحلب أن لديهم في المركز ثلاثة آلاف طلب منذ شهرين ونصف لتلقي اللقاح، لكن تم تطعيم 800 شخص من كبار السن، بينما لم يراجع الآخرون المركز لأخذ اللقاح بعد التسجيل.
وأضاف المصدر أن فئة الشباب يتخوفون من اللقاح، “بالرغم من تشجيعنا لهم وشرح أهمية اللقاح، لكن لم نتمكن من إقناع قسم كبير منهم”.
ويخدم مركز ميسلون ثلاثة أحياء هي الصاخور والحيدرية وأرض الحمراء بحلب، ويقدم اللقاحات على دفعتين موزعة على شهرين.
تحذيرات طبية
والثلاثاء الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية، عن تسجيل سبع وفَيَات و157 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتوزعت حالات الوفاة على ثلاث حالات في دمشق واثنتين في حلب وحالة واحدة في كل من اللاذقية ودير الزور، وقبلها بيوم سجلت حلب حالتي وفاة بالفيروس و26 إصابة جديدة.
ونهاية الشهر الماضي، حذر نبوغ العوا، عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس كورونا في الحكومة السورية في تصريح لجريدة “الوطن” شبه الرسمية، من انفجار سريع وانتشار وبائي لمتحور “دلتا” الجيل الرابع لفيروس كورونا في البلاد.
والاثنين الماضي، ذكر “العوا”، أن سوريا تسجل إصابات يومية بالمتحور الهندي وأن البلاد مازالت في حالة تصاعدية ولم تصل إلى الذروة بعد.
وبحسب تصريحه لإذاعة “المدينة إف إم” المقربة من الحكومة السورية، فإن متحور دلتا سريع الانتشار، ويصيب الشباب وتكون إصابته في كثير من الأحيان سريعة وقاتلة لاسيما لمن يهمل العلاج.
لكن “الخطاب” قالت إنها لن تخاطر بحياتها وتأخذ اللقاح، “لو أن الدواء الذي يوزعونه جيد وجدير بالثقة ولديه فائدة فلماذا هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات اليومية؟”.
وبحسب هنادي مركن، وهي مشرفة على إعطاء التطعيم في مركز مشفى الرازي الحكومي، فإن ثلاثة أنواع من اللقاحات تتوفر لديهم هي الصيني والروسي والإنكليزي .
تسجيل ثم ترك
وفيما يتعلق بطريقة تقديم الطلب لأخذ اللقاح، أشارت “مركن” إلى أنه الشخص يتقدم للتسجيل على اللقاح بتقديم صورة عن البطاقة الشخصية وإملاء بطاقة الطلب في الرغبة الحصول على التطعيم ضد الفيروس واختيار النوع الذي يرغب بأخذه.
وحتى الآن، وصل عدد المتقدمين لتلقي اللقاح في مركز مشفى الرازي إلى 9630 شخصاً, بحسب “مركن”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن من المتوقع أن توفّر اللقاحات التي صدرت موافقة عليها لغاية الآن بعض الحماية على الأقل ضد النُسخ المتحوّرة الجديدة.
وبحسب مصدر طبي في مشفى ابن رشد، فإن عدد الذين سجلوا لأخذ اللقاح لديهم وصل إلى 8125 شخص، ولكن حتى الآن تم تطعيم 5642 شخصاً فقط، وقال إن هناك تردداً من قبل السكان لتلقي اللقاح بشكل عام.
وبعد أسبوعين من تلقيها اللقاح الروسي في مشفى الرازي، توفت ابنة مرفت عاشورذات الـ 17 عاماً من سكان حي الزبدية بحلب، نتيجة “داخلات دوائية” بحسب أطباء.
وقالت الوالدة (48 عاماً)، إن ابنتها تلقت اللقاح في العشرين من الشهر الماضي وتوفت في مشفى الجامعة في الخامس من هذا الشهر، حيث ساءت حالتها الصحية في المنزل فتم نقلها إلى المشفى الجامعي لتفارق الحياة هناك.
تضيف الأم أن ابنتها لم تكن تعاني من أمراض، “أخبرني الأطباء أن هناك تداخلاً دوائياً وكتبوا على شهادة الوفاة احتشاء عضلة القلب”.
لكن سكاناً تلقوا اللقاح في فترات سابقة قالوا لنورث برس إنه لم تظهر عليهم أي آثار جانبية ورأوا أن التطعيم أفضل من الإصابة بالفيروس وتحمل معاناته.