وسط نفي رفعها.. تسعيرة جديدة لمادة المازوت في القامشلي
القامشلي- نورث برس
علق عامل تعبئة الوقود في محطة محروقات غربي القامشلي، شمال شرقي سوريا، قطعة “كرتون” على مضخة التعبئة، وكتب عليها بخط متوسط الحجم “مازوت ممتاز” وذيلها بحجم أكبر بـ “410”، في إشارة إلى تسعيرة جديدة لمادة المازوت (الديزل).
ورفعت عدة كازيات في مدينة القامشلي، سعره إلى 410 ليرات منذ يوم أمس الثلاثاء، بعد أن كانت التسعيرة (150 ليرة) الأرخص بين مناطق السيطرة المختلفة في البلاد.
وتصطف عربات مختلفة الحجم والنوع للحصول على الوقود، وسمع بعض السائقين عن “التسعيرة الجديدة” فيما يُفاجأ البعض الآخر بها.
ومنذ يومين، يتحدث سائقو سيارات عن تسعيرة جديدة لوقود المازوت للسيارات، وسط رفض بعضهم التعبئة بهذا السعر دون صدور قرار رسمي.
بينما قال مصدر من إدارة المحروقات إن نوع المازوت المعروف محلياً بالنوع الممتاز، هو للسيارات الحديثة التي اشتكى أصحابها من رداءة النوعية التي تباع بـ150 ليرة.
فيصل شيخي (50 عاماً)، من سكان القامشلي ويملك سيارة من نوع “فان”، يقول إنه كان ينتظر دوره يوم الثلاثاء للحصول على المازوت، وقبل وصوله الدور جاءت سيارة لتبلغ مالك الكازية بالتسعيرة الجديدة.
فقام العامل بتعليق التسعيرة حتى يتجنب أسئلة الزبائن عن السعر، ووفق أي قرار.
ووفقاً لشيخي، طالبه العامل بدفع 410 ليرات سورية مقابل الليتر الواحد، لكنه رفض ذلك وغادر الكازية دون تعبئة عربته بالوقود، إلا أنه جاء اليوم ودفع مكرهاً وفق التسعيرة الجديدة.
ولم تصدر الإدارة الذاتية، حتى الآن، أي قرار برفع تسعيرة المازوت، لكنه يباع بتسعيرة جديدة للسكان في محطات تعبئة الوقود.
وقال أحد العاملين في محطة لبيع المحروقات في القامشلي، اشترط عدم نشر اسمه تجنباً لمشادات مع صاحب المحطة ومشرفين على التوزيع، إن التسعيرة الجديدة جاءت بعد طلب “المحروقات”، في إشارة للجهات المشرفة على التوزيع دون تسمية الجهة بدقة.
وقال آخر إن “عاملين يتبعون لإدارة المحروقات (مؤسسة للإدارة الذاتية)، قاموا بقياس كمية المازوت في خزاناتهم، والتي حصلوا عليها في وقت سابق، وحاسبوا وفقاً للتسعيرة الجديدة”.
وقال محمد صادق أمين، وهو الرئيس المشارك لإدارة المحروقات في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لنورث برس، إن “التسعيرة لم يطرأ عليها أي تغيير”.
وأضاف “أمين” أن هذا المازوت (الممتاز) خاص بسيارات الكهرباء (الحديثة) التي كان أصحابها يشتكون من النوعية العادية.
إلا أن عمال محطات وقود مختلفة ذكروا لنورث برس أن “نوعية المازوت هي نفسها، لكن السعر ارتفع”.
وكلما جرى حديث عن تسعيرة المازوت يتذكر سكان القرار رقم 119 الذي ألغته الإدارة الذاتية في أيار/مايو الفائت، عقب احتجاجات شعبية ومطالبات بإلغائه.
ففي السابع عشر من أيار/مايو الفائت، أقرت الإدارة الذاتية، رفع أسعار المحروقات في مناطقها بنسب تتراوح بين 100% وأكثر من 300%، قبل أن تلغيه بقرار لاحق.
واضطر عُبيدة مراد (43 عاماً)، وهو موزع للمواد الغذائية بسيارته المغلقة، لدفع 410 ليرات سورية مقابل الليتر الواحد من المازوت، بعد أن كان يدفع 150 ليرة.
ينتقد مراد تطبيق التسعيرة الجديدة دون صدور قرار رسمي بذلك، “كون رفع تسعيرة المازوت سيؤثر على العديد من المواد الأخرى”، بحسب قوله.
ومنذ الجدل الذي أثارته تسعيرات ملغاة في أيار/ مايو الماضي، تقول إدارة المحروقات في الادارة الذاتية، إن أسعار المحروقات “متدنية جداً ولا تغطي تكاليف الإنتاج”.
وقال عبد حامد المهباش الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، آنذاك، إن إلغاء قرار رفع أسعار المحروقات جاء “نزولاً عند المطالب الشعبية” في المناطق التي تديرها الإدارة في شمال وشرقي سوريا.
وأضاف أن الإدارة أعادت النظر بالقرار وقررت العودة للأسعار السابقة إلى حين التوصل للائحة أسعار جديدة تناسب الوضع الاقتصادي للسكان.
لكن البائع الجوال “مراد” يقول إن رفع التسعيرة ينبغي أن يصدر بقرار رسمي وليس بجدل بين رفع أو عدمه، لأن التجار الكثير من البضائع سيحتارون في احتساب التكاليف.