سكان منبج يعانون غياب أجهزة الفحص في المشفى العام

منبج _نورث برس

يضطر نزار العلي (30عاماً) من سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، والذي تعاني ابنته ذات الست سنوات من مرض ضمور في الدماغ واختلاج، إلى استدانة المال من أقربائه لمعالجتها في المشافي الخاصة، لغياب أجهزة الفحص والعلاج في المشفى المجاني الوحيد.

وتحتاج الطفلة إلى مراقبة طبية دائمة فهي بحاجة إلى خمس جرعات من أدوية علاج الاختلاج بشكل يومي كي لا تتفاقم حالتها الصحية، بحسب “العلي”.

ويوجد في مدينة منبج مشفى الفرات يتبع للإدارة المدنية والعلاج فيه يكون بالمجان بينما يوجد ثماني مشافٍ خاصة في المدينة وواحدة في الريف الجنوبي بمنطقة أبو قلقل 25 كم.

وفي بداية مرض ابنته توجه “العلي” إلى مشفى الفرات التابع للجنة الصحة في منبج لقاء علاج بالمجان، ليتفاجأ أن المشفى لا يحتوي على الأجهزة المطلوبة لفحصها، حيث يقتصر عمله على استقبال الحالات الإسعافية فقط، بحسب “العلي”.

نفقات مرتفعة

لا يقوى “العلي” الذي يسكن مع طفلتيه وزوجته في منزل بالإجار في حي الحزاونة بالجهة الجنوبية من مدينة منبج على العمل بسبب إصابته بكسر في الكتف الأيمن جعله عاجزاً عن أعمال العتالة وغيرها من التي يعرفها، كي يعيل أسرته ويتمكن من تأمين نفقات العلاج لابنته.

ويقول “العلي” في كل مرة آخذ ابنتي فيها إلى أحد المشافي الخاصة “أدفع 125ألف ليرة سورية تكلفة تعقيم البلعوم من الإفرازات، إضافة لأسعار الأدوية، مع العلم أن فترة مكوثي في المشفى لا تتجاوز يوماً واحداً”.

وتعرض مشفى الفرات المجاني في منبج للدمار نتيجة الحرب التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العام 2016، لتعيد فيما بعد لجنة الصحة في منبج تأهيله، لكنه إلى الآن يفتقر للعديد من الاختصاصات والأجهزة الطبية، بحسب لجنة الصحة في منبج.

ويفتقر المشفى إلى العديد من الأجهزة وعلى رأسها تصوير الأشعة والطبقي المحوري وجهاز غسيل الكلى بالإضافة إلى مواد طبية من أجل العمل، بحسب طبيب في المشفى.

ويذكر “العلي” أحد المواقف التي حصلت له في يوم وقفة عيد الأضحى الماضي، عندما اضطر إلى أخذ ابته إلى مشفى المدينة في منبج حيث دفع ما يقارب الـ 38 ألف ليرة سورية لقاء إشراف طبي فقط قرابة الأربع ساعات عدا مبلغ 22 ألف ليرة سورية، ثمن الأدوية التي دفعها.

“تحولت معالجة المرضى من مهنة إنسانية لمساعدة الناس إلى وسيلة تجارية تدر الأرباح على أصحابها بشكل جنوني”، بحسب “العلي”.

رقابة غائبة

قال عدنان عيسى (55 عاماً) من سكان مدينة منبج، بعد انتهائه من تصوير الفك السفلي لزوجته في أحد مراكز التصوير الشعاعي من أجل إجراء عملية خلع للضرس إن “أسعارهم خمسة نجوم وعنايتهم نجمة واحدة”.

ويعزو “عيسى” السبب في ارتفاع أسعار المشافي الخاصة إلى ضعف الرقابة من قبل لجنة الصحة في مدينة منبج والتي مهمتها مراقبة المشافي ووضع تسعيرة تتناسب مع دخل الفرد “فأكثر من 70% من السكان عمال مياومة”.

وأضاف “عيسى” أن “ليلة واحدة في مشفى خاص بمنبج تعادل نصف راتب موظف في الإدارة وعشرون يوماً لعامل مياومة”.

ودفع “عيسى” مبلغ أربعة آلاف ليرة سورية لقاء صورة الأشعة لزوجته، “لو أن الأمور تتوقف عند الصورة لا بأس، ولكن سيتبعها رحلة علاج طويلة وكلها من أجل قلع الضرس”.

وفي التاسع عشر من آذار/ مارس من العام الفائت، أغلقت لجنة الصحة في منبج “مشفى الحكمة” وتم إيقاف طبيبين يعملان في المشفى بعد قيامهما بعمل جراحي لشخص يدعى عبد الله عصفور، الذي توفي إثر العملية.

حلول تلوح بالأفق

من جهته، قال أحمد هلال نائب الرئاسة المشتركة للجنة الصحة في منبج، في حديث لنورث برس، إن لجنة الصحة في منبج تعمل على إصدار تسعيرات جديدة تتناسب مع متطلبات السكان ولا تظلم أصحاب المشافي والأطباء.

وأضاف أنه سيتم الأخذ بعين الاعتبار المستوى المعيشي ومستوى دخل الفرد، وبناء عليه سيتم تحديد الأسعار وأي مخالفة لتحديد السعر من أي مشفى أو طبيب ستتم محاسبته وفق النظام الداخلي للجنة الصحة في منبج.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: زانا العلي