دمشق ـ نورث برس
قدم شعراء وشاعرات نماذج مختلفة من الشعر المحكي السوري في الأمسية الشعرية بعنوان: “الشعر المحكي في بلاد الشام”، في مركز دمر الثقافي في دمشق، والتي أقامها “مشروع نوافذ”.
ومشروع نوافذ، عمره ما يقارب الأربع سنوات. يشرف عليه ويعدّه الصحفي “إدريس مراد”، وهو مدير ومؤسس المشروع. ويطل المشروع على الساحة الثقافية والفنية السورية. وهو مشروع ناجح ودؤوب. يحاول أن يتابع النشاطات الثقافية والفنية، من شعر وقصة ورواية، ونشاطات فنية، ويقوم بتكريم رواد كل اختصاص.
وقال “مراد” لنورث برس: منذ تأسيس مشروع نوافذ نحتفل بهذا الجنس الأدبي باعتباره الأقرب إلى الناس عموماً. ويعتبر من التراث اللامادي حيث له جذور طويلة في تاريخ الثقافة السورية. ويوجد في سوريا عدد من الشعراء يكتبون هذا النمط بأسلوب جميل”.
في يومي الثاني عشر والثالث عشر من هذا الشهر، خصص النشاط للشعر المحكي، وعبر جلستين. شارك في اليوم الأول كل من الشعراء وائل ديون، وهبة شريقي، وأحمد صعب، وسومر عباس، ومحمود إدريس.
أما اليوم الثاني تحدث في البداية الناقد “أحمد” هلال عبر مداخلة له بعنوان “القصيدة المحكية وجهات نظر”، حيث عرض بعض الآراء عن هذا الجنس الأدبي والاشكاليات التي تحوم حوله حتى اليوم.
ومن ثم قدم عدد من الشعراء بعضاً من تجاربهم الشعرية وهم: محمد سعيد حسين، ومزاحم الكبع، وصفاء رزوق، وأحلام بناوي، والشاعرة ثراء الرومي.
وقالت “الرومي” في فعالية اليوم الثاني: كانت احتفالية حقيقية للشعر المحكي، وكان مستوى القصائد المقدمة، كلها بمستوى جيد. وقد قدمت قصيدة بعنوان “سامحيني يا أمي..”.
وتتحدث القصيدة عن أم استلمت خوذة ولدها دون جثمان. وهي تتحدث عن ويلات الحرب في سوريا.
وقال “هلال” إن لهذا النوع من الشعر “عشاقه ومحبيه وهناك من لم يستطيعوا تقبله بوصفه رديفاً أو نوعاً آخر من أنواع الشعر”.
وأشار إلى الإشكالات التي تثيرها القصيدة المحكية رغم أنها نوع مهم من أنواع الشعر يحمل هموم الوجدان والحب والمجتمع الوطن والإنسان.
وقال “إدريس” إنه “يكفي أن نذكر عيسى أيوب وحسين حمزة وعمر الفرا ومخائيل عيد ومحمد خالد رمضان وغيرهم. عموماً هذه القصيدة أقرب إلى الناس إلى همومهم ومشاكلهم وحياتهم اليومية”.
وأضاف: “نستطيع من خلال القصيدة إيصال ما نربو إليه إلى أكبر شريحة ممكنة بخلاف الأجناس الأدبية الأخرى”.
وكما أشار أحد النقاد إن سبب ربما يكون متعلقاً بالأزمات والكوارث التي غرقت فيها البلدان والمجتمعات، بدأ الاهتمام والإيمان بلغة الشعب اليومية، فظهر مؤخراً ما يُطلق عليه “شعر العامة” أو “الشعر المحكي”، ومشاريع فنية تدير مثل هذه من الأنماط الشعرية.