غلاء الفروج.. هم عائلات في ريف الحسكة هذه الأيام

تل تمر – نورث برس

لا يتمكن أحمد أوسو، وهو مزارع في تل تمر بريف الحسكة، شمال شرقي سوريا، وآخرون من تأمين احتياجات عائلاتهم من اللحوم والفروج في ظل ارتفاع أسعارها.

يقول المزارع السبعيني بلهجته العامية: “الفروج غالي وما نقدر نشتري، عائلتي كبيرة ونحتاج لشراء فروجتين للغداء، بتكلفة نحو 35 ألف ليرة سورية وهذا مبلغ مرتفع يفوق قدرتي”.

ويشير إلى أن الغلاء عموماً يسبب صعوبات معيشية في ظل ما تشهده المنطقة من ركود تجاري واقتصادي جراء التوترات الأمنية.

والأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار لحوم الفروج في الحسكة وأريافها، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 6300 ليرة سورية، وهو ما أدى لعدم تمكن عائلات ذات دخل محدود من شرائها.

ويكون الفروج عادة وجهة العائلات التي لا تتمكن من شراء اللحوم الحمراء التي يباع الكيلوغرام الواحد منها الآن بـ14  ألف ليرة سورية، بعدما وصل سعره الشهر الماضي، إلى 16 ألف للكيلوغرام.

حركة البيع ضعيفة

وبعد ارتفاع الأسعار مؤخراً، شهدت محلات اللحوم البيضاء تراجعاً في حركة البيع والتي كادت تكون “شبه خالية” من الزبائن، بينما يعيد أصحابها الأسباب لتكاليف النقل وأسعار صرف الدولار الأميركي.

وخلال الأيام الماضية، سجلت الليرة السورية انخفاضاً ملحوظاً أمام العملات الأجنبية، ووصل سعر صرف الدولار الأميركي الواحد إلى حوالي 3600 ليرة، لينخفض خلال اليومين الماضيين إلى 3300 ليرة.

ويقول نضال أحمد، وهو تاجر وصاحب محل لبيع الفروج في البلدة، إنه كان يبيع سابقاً ألف فروجة في اليوم ، “لكن اليوم بالكاد نبيع 400 فروجة وهذا يعود بالضرر علينا”.

ويشير البائع الذي يعمل منذ سنوات طويلة في تجارة اللحوم إلى أن ارتفاع أسعار العلف والصوص تلعب دوراً في الارتفاع، إلى جانب تكاليف النقل.

ومؤخراً، ارتفع سعر الطن من علف الدواجن من 400 دولار إلى 530 دولاراً أميركياً، بينما  ارتفع سعر الصوص من 30 سنتاً إلى أكثر من 80 سنتاً، بحسب تجار.

ويضيف ” أحمد”: “سابقاً كانت الطرقات مفتوحة ومختصرة، إذ كانت تستغرق مسافة الطريق ما بين الجزيرة ومدينة منبج ثلاث ساعات، لكن اليوم تستغرق عشر ساعات جراء استخدام التجار طرقاً بديلة عن الطريق الدولي (إم فور).

وعقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا على محيط الطريق الدولي في تشرين الأول/أكتوبر 2019، انتقلت حركة النقل بين مدينتي الحسكة والرقة إلى ما يعرف بطريق أبيض جنوب مدينة الحسكة، والذي يمر بريف الرقة الشرقي وصولاً إلى المدينة.

لا حلول

ويرى سكان في تل تمر أن على لجنة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية وضع حد “للغلاء الفاحش” ومنع احتكار التجار للمادة.

لكن دلدار يوسف، وهو إداري في لجنة الاقتصاد ببلدة تل تمر، قال لنورث برس إنه “ليست لدينا حلول حالياً لخفض غلاء أسعار اللحوم”.

وقال إن افتقار مناطق الإدارة الذاتية للمنشآت الكبيرة الخاصة بتربية الدجاج، والاعتماد على استيراد اللحوم البيضاء من الخارج لتغطية حاجة الأسواق المحلية، سبب رئيس لارتفاع الأسعار.

ويعتبر متابعون للوضع الاقتصادي في الجزيرة إغلاق أصحاب مداجن لمشاريعهم السبب الرئيس لاعتماد المحال والتجار على استيراد الفروج من مناطق الداخل السوري وهو ما يؤثر بشكل كبير على ارتفاع الأسعار.

ودفع استمرار القصف التركي وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها على منطقة تل تمر بين الحين والآخر، إلى إغلاق عدد من الدواجن التي كانت تقع بالقرب من خطوط التماس والتي كانت تغطي نسبة كبيرة من حاجة الأسواق المحلية من اللحوم.

وقال حسين معروف، وهو مزارع في ريف البلدة، كما سابقه، إن ارتفاع أسعار الفروج دفعه للاستغناء عنه منذ شرائه أخر مرة.

ويقول الرجل الستيني، الذي ارتاد البلدة لبيع محصوله من الفليفلة والتي هي مصدره رزقه الوحيد: “يباع الكيلوغرام من الفليفلة بـ 500 ليرة بينما أكياس التعبئة وحدها أشتريها بـ 7500 ليرة للكيلوغرام الواحد، ليس لدي ذلك المرود الكبير لشراء اللحوم على الدوام”.

ويعتبر المزارع أن حاله أفضل من غيره بالنسبة للخضروات لأنه مزارع، فهي الأخرى غالية وأسعار البطاطا والبندورة تتجاوز ألف ليرة للكيلوغرام الواحد.

وتضم عائلة “معروف” عشرة أفراد، “فقبل ثلاثة أيام اشتريت ثلاثة فراريج، كلفتني 45 ألف ليرة، ما عدا المستلزمات الأخرى مثل الرز والزيت والخضراوات، كل ذلك لأجل وجبة غداء فقط”.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد