القامشلي ـ نورث برس
ترشحت نساء سوريات إلى الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في الثالث عشر من الشهر الجاري في النرويج.
ويأتي ترشح السوريات في مسعى منهن للمشاركة في الحياة السياسية وإحداث “تغيير” في واحدة من أهم الدول الإسكندافية.
وترشحت السورية نور حبوس المنحدرة من مدينة حمص عن الحزب الاشتراكي اليساري “SV”. وتقول نور في حملتها الانتخابية: “إنني أريد مجتمعاً عادلاً (..) ومستقبلاً أخضر”.
وتسكن “حبوس” في مدينة تاينست في مقاطعة إنلانديت حيث تدرس وتعمل هناك أيضاً وأنهت قبل فترة دراستها الثانوية.
وتقول في حملتها الانتخابية “أنا أترشح للانتخابات عن حزب الاشتراكي اليساري “SV” من أجل نظام مدرسي عادل مبني على تشجيع الطلاب”.
والحزب الاشتراكي اليساري الذي ترشحت على قائمته “حبوس”، حزب اشتراكي ديمقراطي ولدى الحزب حوالي تسعة آلاف عضو، وزعيمه الحالي أودون ليسباكين، الذي انتُخب في آذار/ مارس 2012.
وبعد أن كان واحداً من أصغر الأحزاب في البرلمان أصبح رابع أكبر حزب سياسي في النرويج لأول مرة في الانتخابات البرلمانية لعام 2001، وظل كذلك حتى عام 2013.
وترشحت نوار سلمان (33 عاماً) عن حزب الحُمر “Rødt”، وولدت في سوريا وهي من أصل فلسطيني.
وعاشت “سلمان” في منطقة بوده في شمال النرويج لمدة 13 عاماً حيث كانت نائبة في المجلس المحلي لبلدية بوده لكنها انتقلت قبل فترة إلى ساربسبورج.
وعملت “سلمان” وهي أم لطفلين كمُترجمة إضافة إلى عملها في مكتب اللاجئين في بلدية بوده وعملها أيضاً كمساعدة صيدلي، والآن تكمل تعليمها العالي في جامعة “Østfold”.
وتقول في حملتها الانتخابية، إنها تترشح للانتخابات للعمل على سياسة “هجرة مسؤولة” إزاء اللاجئين، وتضيف: “سأدعم كفاح الفلسطينيين من أجل الحرية وسأعمل على دفع البلديات النرويجية لمقاطعة البضائع القادمة من المناطق التي تحتلها إسرائيل”.
وستركز “سلمان” في حملتها على البيئة المدرسية وتربية الأطفال في المجتمع متعدد الثقافات”، بحسب قولها.
كما ستسعى بحسب برنامجها الانتخابي لضمان “اندماج جيد” لمن سيتم توطينهم في النرويج، إضافة إلى خلق فرص عمل للباحثين عن عمل من الفئات الضعيفة في المجتمع.
وتشير المرشحة إلى أن “الحزب متضامن مع اللاجئين بشكل عام ومع اللاجئين السوريين بشكل خاص ويسعى لإعطائهم حقوقاً أكثر”.
وتضيف نوار بأنها التقت مع أعضاء الحزب في بداية وصولها إلى النرويج “كانوا داعمين لنا وكنا ننتخبهم لدعمهم قضية فلسطين”، وتتابع “طلبوا مني الترشح والانتساب إلى الحزب في عام 2018 ولم أستطع أن أرفض ذلك خصوصاً أني أتوافق مع أغلب أفكارهم”.
وحزب الحُمر الذي ترشحت على قائمته نوار هو حزب سياسي ينتمي إلى أقصى اليسار، وهو أكثر يساراً من الحزب الاشتراكي اليساري وتأسس الحزب في آذار/ مارس 2007 من خلال اندماج حزب العمال الشيوعي والتحالف الانتخابي الأحمر، والزعيم الحالي للحزب هو بيورنار موكسنس ويتبنى الحُمر “الشيوعية” كهدف نهائي في برنامجه.
وسيتنافس في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في الثالث عشر من هذا الشهر، المرشحون على 169 مقعداً في المجلس التشريعي النرويجي.
وفي الانتخابات السابقة، التي أجريت في الحاجي عشر من أيلول/ سبتمبر 2017، احتفظت إرنا سولبرغ من المحافظين بمنصبها كرئيسة للوزراء بعد أربع سنوات في السلطة، وحظيت رئاستها علاوة على ذلك بدعم حزب التقدم والليبراليين والديمقراطيين المسيحيين الذين ضمنوا الحصول على 88 مقعداً من أصل 169 في البرلمان.
وفازت المعارضة برئاسة يوناس غار ستوره وحزب العمال الذي يتزعمه بواحد وثمانين مقعداً، ومن بين أحزاب المعارضة الأخرى حزب الوسط واليسار الاشتراكي والخضر والحزب الأحمر.
وفي الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، صوت الديمقراطيون المسيحيون في مؤتمر حزبي للانضمام إلى حكومة سولبرغ، وفي السادس عشر من كانون الثاني/ يناير 2019 أبرم المحافظون بزعامة سولبرغ صفقة مع الحزب الديمقراطي المسيحي، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عام 1985 التي يكون فيها في النرويج حكومة أغلبية تمثل الأحزاب اليمينية في البرلمان.
وفي العشرين من كانون الثاني/ يناير العام الماضي، قرر حزب “التقدم” الانسحاب من الحكومة بسبب قرار سولبرغ بإعادة امرأة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأطفالها إلى النرويج.
وعلى الرغم من ذلك، قالت سولبرغ إنها وحزبها سيواصلان رئاسة حكومة الأقلية، كما أعلنت الأحزاب الأخرى في الائتلاف (الحزب الليبرالي والديمقراطيون المسيحيون) أنها ستستمر في الخدمة فيها.
ووفقاً للدستور النرويجي، يجب إجراء الانتخابات البرلمانية كل أربع سنوات ولا يجوز حل البرلمان النرويجي قبل انتهاء هذه الولاية البرلمانية التي تبلغ مدتها أربع سنوات، مما يجعل من الناحية العملية إجراء انتخابات مبكرة مستحيلة.
ونظراً لإجراء الانتخابات الأخيرة في أيلول/ سبتمبر 2017، من المقرر إجراء الانتخابات التالية في الثالث عشر من هذا الشهر.