تذمر سكان كوباني من قرار هيئة التربية توحيد اللباس المدرسي
كوباني – نورث برس
رأى سكان في مدينة كوباني وريفها، شمالي سوريا، أن قرار هيئة التربية في إقليم الفرات حول توحيد اللباس المدرسي جاء متأخراً، إذ صدر قبل افتتاح المدارس بأيام، الأمر الذي أربك ذوي الطلاب والتلاميذ.
في حين اشتكى آخرون وخاصة ذوي دخل محدود ممن لديهم عدة أطفال في المدارس من ارتفاع تكاليف تفصيل وخياطة اللباس وخاصة أن الجاهز منه غير متوفر حالياً في الأسواق.
واستفسر سكان عن آلية تطبيق القرار وقالوا إنهم لا تتوفر لديهم معلومات فيما إذا كانت الهيئة ستقوم بتوزيع اللباس، أم أن ذوي الطلاب سيتكفلون بتجهيزه.
وقالوا إنه كان يتوجب على هيئة التربية إخبار ذوي الطلاب قبل شهرين أو ثلاثة بموضوع اللباس الموحد، وليس “بشكل مفاجئ”، وذلك حتى يتسنى لهم تجهيزه قبل فترة.
وفي السادس من هذا الشهر، أصدرت هيئة التربية في إقليم الفرات تعميماً على موقعها الرسمي في فيس بوك، حددت بموجبه مواصفات وألوان اللباس الموحد لكل مرحلة تعليمية.

واليوم الأحد، بدأ الدوام الرسمي لكافة مدارس الإدارة الذاتية في مناطق شمال شرقي سوريا، للعام الدراسي الجديد 2021-2022.
وقال مدور مصطفى (54 عاماً) وهو من سكان قرية شكفت بريف كوباني ولديه طفلين في المدرسة، إنه سمع بقرار اللباس الموحد قبل يومين، دون معرفة تفاصيل إضافية حول الموضوع.
وأشار إلى أن القرار جاء متأخراً، “ولا يمكن أن يطبقه الجميع لسوء الوضع الاقتصادي لبعض العائلات”.
وأضاف: “بعض العائلات في كوباني لا تستطيع شراء هذه الألبسة في هذا الوقت، وخاصة أن معظمهم لديهم طفلين أو ثلاثة في المدرسة”.
واقترحت عائلات في كوباني أن تقوم الإدارة الذاتية بمساعدة ذوي الطلاب عبر توزيع الأقمشة أو توزيع اللباس الجاهز.
لكن محمد العيسى، وهو نائب الرئاسة المشاركة لهيئة التربية في إقليم الفرات، قال إن “الهيئة غير قادرة على مساعدة السكان في تأمين اللباس من ميزانيتها، خاصة أن عدد الطلاب في الإقليم يبلغ نحو 65 ألف طالب وطالبة، ويحتاج تأمين لباس لهم إلى مبالغ كبيرة تفوق ميزانية الهيئة”.
وأشار إلى أن ذوي الطلاب يمكنهم تجهيز اللباس المدرسي الخاص بأطفالهم دون التقيد بذلك مع افتتاح المدارس، حيث “ستراعي هيئة التربية تأخر تجهيز الألبسة لمدة شهر إضافي”.
وشكلت الهيئة لجنة لاختيار نماذج وألوان اللباس الموحد، حيث درست توفر أنواع وألوان الأقمشة في السواق المحلية قبل إصدار القرار.
وقبل عامين، قررت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا توحيد اللباس المدرسي، في مدارس مناطق سيطرتها، إلا أن القرار لم ينفذ إلى الآن.
وتمخّض قرار توحيد اللباس المدرسي، حينها، عن اجتماعٍ لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية مع لجان وهيئات التربية والتعليم في الإدارات الذاتية والمدنية لمناطق شمال شرقي سوريا.
وقالت الرئيسة المشاركة لهيئة التربية والتعليم في شمال وشرقي سوريا، نسرين دوكو حينها لـ”نورث برس”، إنّ توحيد اللباس يشمل المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية لمدارس المنطقة.
وكان من المقرر، وبحسب “دوكو”، تطبيق القرار بعد أشهر من صدوره.
ورأى عبد الحنان حبش (41 عاماً) وهو من سكان كوباني ووالد لخمسة أطفال، أن توحيد اللباس في المدارس “جيد” وأنه يزيل الفروق في اللباس بين ذوي دخل محدود وميسوري الحال، “لكن بعض العائلات تحتاج إلى مساعدة لتجهيزه”.
وأشار إلى أن لباس كل طفل يكلف حوالي 50 ألف ليرة، في حين أن راتبه الشهري لا يتجاوز 250 ألف ليرة، “في حال قمت بخياطة اللباس لأطفالي الخمسة لن يبقى من الراتب شيئاً للأكل والشرب”.