افتتاح حديقة وصفت بـ”الصحراوية” في حلب وسط غياب الخدمات الأساسية

حلب- نورث برس

أثارت انتشار صور تدشين حديقة في حي مساكن هنانو بمدينة حلب، شمالي سوريا، على وسائل الإعلام الحكومية، سخرية رواد التواصل الاجتماعي ووصفوها بـ”الحديقة الصحراوية”، لغياب مظاهر البيئة الخضراء عنها.

كما انتقد سكان في الحي ونشطاء، تدشين الحديقة والترويج لها وكأنه “إنجاز عظيم”، في الوقت الذي تعاني منطقة هنانو من مشكلة الكهرباء والمياه والخبز، كما أن البنى التحتية لا تزال تعاني من الدمار.

ورأى هؤلاء أن إيصال الكهرباء والمياه إلى الحي وإزالة أنقاض الأبنية المدمرة كان “أولى” من الحديقة.

والثلاثاء الماضي، تم تدشين افتتاح الحديقة وحضره عدد من المسؤولين الحكوميون في حلب، وأنجز المشروع بالتعاون بين محافظة حلب ومجلس المدينة وجمعية “كارتياس سورية”.

ومن ضمن أعمال التأهيل فرش أرضية الحديقة والتي تبلغ مساحتها 800 متر مربع بالحصى وزرع بعض الأشجار، إضافة إلى نافورة مياه تعمل على ألواح الطاقة الشمسية مع وضع بعض ألعاب الأطفال البسيطة ومقاعد حجرية.

وكانت الحديقة قد تعرضت للدمار خلال السنوات الماضية وبقيت على ذلك الحال مدة ثمانية أعوام، حتى تم إعادة تأهيلها هذا العام.

وفي 2012 سيطرت فصائل معارضة مسلحة على الأحياء الشرقية من حلب، فيما بقيت الأحياء الغربية منها تحت السيطرة الحكومية إذ شنت قواتها في 2015 وبغطاء جوي من روسيا هجمات عدة على مناطق سيطرة الفصائل.

ونهاية 2016 تمكنت القوات الحكومية من إعادة بسط سيطرتها على كامل حلب.

وكان لمنطقة هنانو كما باقي الأحياء الشرقية النصيب الأكبر من الدمار خلال المعارك، حيث تعرض المنطقة لدمار لحق البنى التحتية، ما زالت أنقاضه إلى يومنا هذا شاهدة عليه.

وتقع منطقة هنانو شمال شرق مدينة حلب وتقسم إلى قسمين، الحي القديم وحي المساكن وتشهد كثافة سكانية متزايدة وتفتقر المنطقة للكهرباء النظامية ويعتمد السكان على كهرباء الأمبيرات.

كما أن المياه لا تصل لمعظم المنازل بسبب تضرر شبكة المياه في الجهات الشرقية من حي المساكن وعدم إجراء أعمال الصيانة لها.

وقال محمد ديبو الحريتاتي (45عاماً) وهو من سكان مساكن هنانو، منذ دخول القوات الحكومية إلى المنطقة مطلع العام 2017،  “لم تقدم الحكومة لنا أي خدمات تذكر”.

وأشار “الحريتاتي” إلى أن الفرن الوحيد في المنطقة لا يسد حاجة السكان، مما يضطرهم للذهاب لوسط المدينة لجلب الخبز.

وأضاف بسخرية: “يا فرحتنا بالإنجاز العظيم الذي قامت به الحكومة، التدشين والافتتاح كان بمثابة حل لمعظم مشاكل الحي بنظر المسؤولين الحكوميون”.

وعلقت هيبة المميز على وسائل التواصل الاجتماعي: “تأهيل لمين؟ هلأ الأطفال بدهم يلعبوا عالبحص؟! تعريف الحديقة الذي تعلمناه من الفئة الأولى: مساحة من الأرض بسور يملأها الشجر والورد والعشب وفيها ألعاب تسلية للأطفال محمية بالرمل الناعم.. فيها صنبور للمياه.. وسلات قمامة للحفاظ على النظافة. أما الحديقة يلي بالصورة كتير عليها خرابة في الصحراء”.

وكتب آخر: “شو هالحديقة يا عمي ياهيك الحدايق يا بلا برافو اتحفونا دائماً بإنجازاتكم الكارثية”.

بينما علقت لما الغطاس: “إزا بدنا نحجز كيف؟ بس ماعلينا حجزولي عسطح البناية لازت حالي”.

فيما سخرت روان إسماعيل: “لو كنت عرفانة رح يصير هيك حديقة ما كنت سافرت برا البلد”.

وأواخر الشهر الماضي، افتتحت الحكومة السورية، سوق “خان الحرير” سوق الفستق في حلب، وسط تساؤلات تجار عن جدوى إعادة افتتاحه في منطقة غير مأهولة وتفتقد الأمان وسط استياء لتجاهل الحكومة معاناتهم في ندرة الحصول على الماء والكهرباء والخبز.

ويقول سكان في حلب إن هذه الفعاليات التي أطلقتها الحكومة تنعم بالكهرباء على مدار الساعة بينما تغرق معظم أحياء المدينة في الظلام ويحرم السكان هناك من أبسط حقوقهم في توافر الكهرباء.

وتساءل زياد عبد الرحيم حتروش (25عاماً) وهو طالب جامعي من منطقة هنانو، عن ماذا ستقدم الحديقة للسكان وهم “يعيشون أوضاعاً معيشية مزرية”.

وأضاف لنورث برس أن السكان يأملون إيجاد الحلول لمشاكلهم المعيشية، “لا افتتاح حديقة جرداء”.

إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد