صدور كتاب في الذكرى السابعة والثلاثين لرحيل مخرج وكاتب كردي

القامشلي ـ نورث برس

صدر عن  منشورات دار شلير في القامشلي شمال شرقي سوريا، كتاب عن حياة “يلماز كوني” لمؤلفه “nûser hozan – نوسر هوزان”.

ويقع الكتاب في 300 صفحة من القطع المتوسط، ويتناول فيه الباحث، باللغة الكردية، السيرة الذاتية والفنية للمخرج العالمي والكاتب الكردي “يلماز كوني” الذي حاز على الكثير من الجوائز المحلية والعالمية، وآخرها جائزة السعفة الذهبية.

وحول الكتاب، قال الكاتب والقاص جوان سلو لنورث برس: “خرج هذا الكتاب إلى النور بمناسبة مرور 37 عاماً على وفاة المخرج، لأنه ذا بصمة فنية وأدبية كبيرة في الساحة السينمائية الكردية”.

وأضاف: “لم يغفل الكاتب في هذه السيرة ذِكرِ ما عاناه “كوني” في حياته منذ نعومة أظفاره وحتى شبابه، ابتداءً من القرية والمدرسة والنزوح وحتى إلى العاصمة، بحثاً عن العمل، وهناك وجد “كوني” ضالته في السينما التي أشعلت روحه بالفن، ليكتب ويؤلف ويخرج الكثير من الأعمال الغنية والتي تتحدث عن واقعه الكردي والمعاناة التي يعيشها أبناء جلدته”.

وأشار “سلو” إلى أن مؤلف الكتاب “نوسر هوزان” هو أيضاً كاتبٌ ومخرجٌ سينمائي، ويعمل في تدريس مادة الإخراج المسرحي والسينمائي في معهد الإخراج في مدينة تربسبيه، وله باع طويلة في الفن السابع – السينما.

في بعض الكتب التي تتحدث عن سيرة “”كوني”، يقول عن نفسه: “والدي من أصل كردي، ووالدتي من أسرة ثرية، هربت خلال زحف القوات القيصرية الروسية على أراضينا، إبان الحرب العالمية الأولى. أما والدي فكان من أسرة فقيرة جداً”.

وحول العوامل التي أثرت في تكوين وعيه الفني، قال “كوني”: “الحياة والمحيط اللذين عشت فيهما، قَوَّيا لديَّ الشعور بأصلي الكردي. إذ كان الجميع من حولي يتكلمون التركية، وكان إلمامي باللغة الأم ضعيفاً”.

لكن وبمقابل ذلك، وكما يقول أيضاً: “كنت أدرك بشكل واضح الموقف العدائي للسكان الأتراك، تجاه الشعب الكردي، والأقليات القومية الأخرى. وهذا ما أثار لدي مشاعر المحبة والتعاطف نحو المهاجرين والمهجَّرين، داخل وطنهم، ولا يمكنني القول، إن في تركيا جهازاً منظماً لاضطهاد الأقليات القومية، إلا أن الروح الشوفينية بادية بجلاء، حتى في التعامل مع الكرد الذين يشغلون مراكز مرموقة.. فقد تم صهرهم كلياً في البوتقة التركية”.

ولد يلماز غوني عام 1937 في قرية “ينيدجة” بالقرب من أدَنة. بدأ نشاطه بصفة ميكانيكي سينمائي في شركة “أند – فيلم” في أدنة.

وفي عام 1956 نشر أول وأهم قصة له بعنوان “الموت يناديني”. في عام 1971 نشر روايته “ماتوا ورؤوسهم محنية” التي تُرجمت إلى الروسية تحت عنوان “الأرواح المُزْهَقة”.

وفي عام 1972 حكم عليه ثانية بالسجن 7 سنوات أُخر. في عام 1974 اعتقل للمرة الثالثة، ولينشر بعدها روايته “صالبا”، و”المتهم”، و”زنزانتي”.. وسواها. وأخيراً، توفي “كوني” في باريس عام 1984، ودفن في مقبرة “بير لاشيز”.

إعداد وتحرير: نور حسن