مياه الشرب بالحسكة.. محطة علوك متوقفة ومياه الفرات لم تصل المنازل
الحسكة – نورث برس
يكاد ياسر الخلف (30 عاماً)، وهو من سكان حي الغزل على الأطراف الشرقية لمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، يفقد الأمل في انتهاء معاناته لتأمين مياه الشرب لعائلته بعد عدم وصول مياه مشروع الاستجرار من الفرات إلى أحياء المدينة.
وبعد مرور نحو تسعة أشهر من العمل في المشروع، لم تصل المياه إلى المنازل، ليستمر السكان في البحث عن مصادر لتأمين المياه وتكبد شقاء جلبها من أمكنة بعيدة أو تكاليف شرائها من الصهاريج.
وبداية العام الجاري، بدأت الإدارة الذاتية العمل في المشروع بعد إيقاف القوات التركية تشغيل محطة آبار علوك بريف سري كانيه (رأس العين) لنحو 20 مرة منذ سيطرتها عليها في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.
معاناة مستمرة
وفي الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، وصلت مياه الفرات فعلياً إلى خزانات محطة مياه العزيزية لكنها لم تصل منازل السكان.
وقالت سلوى صالح، الرئيس المشارك للمديرية العامة لمياه الشرب في مقاطعة الحسكة، في تصريح لنورث برس حينها، إن القساطل الممتدة بطول 130 كم لاتزال ضمن عملية الاختبار إلى جانب اختبار محطات الرفع التي دخلت في الخدمة حديثاً.
وأشارت “صالح” إلى أنه ليس بإمكانهم الإدلاء بأي تصريح حول كميات المياه الواردة ونظام الضخ والوجبات ريثما يتم الانتهاء من الأعمال بشكل كامل والتأكد من منظومة الاستثمار واستقرارها، وأن آلية التوزيع سيتم تحديدها لاحقاً من قبل المديرية.
وتضمن المشروع أربع مراحل، إلى جانب صيانة محطة مياه العزيزية خلال ثلاثة أشهر، بتكلفة مالية قُدرت بمليون ونصف المليون دولار أميركي، بحسب بيان سابق للإدارة الذاتية.
ولكن مشرفين على المشروع قالوا إن تجاوزات مزارعين وسكان في الريف الجنوبي على الخط، إلى جانب وجود انسدادات، حالت دون وصول المياه خلال المدة المحددة.
ولا يعد المشروع، بحسب آلدار محمد الرئيس المشارك للجنة البلديات والبيئة في مقاطعة الحسكة، بديلاً عن محطة مياه علوك، “وإنما هو حالة إسعافية لتأمين نحو 15 بالمئة فقط من حاجة سكان الحسكة من المياه”.
ولحين وصول المياه إلى المنازل، يستمر “الخلف” بجلب خزان فارغ بواسطة سيارته إلى أحد مناهل الحمة الذي يبعد عن مركز مركز المدينة نحو 20 كم غرباً لنقل المياه إلى منزله.
“استغلال الحاجة”
ويتهم سكان أصحاب الصهاريج بأنهم “يستغلون” مشكلة انقطاع المياه وحاجتهم إليها وخاصة خلال فصل الصيف لرفع أسعار المياه.
ولا ينكر إبراهيم سليمان، وهو صاحب صهريج لبيع المياه، رواية السكان حول الاستغلال، “البعض يطلبون عشرة آلاف مقابل خمسة براميل”.
وقال إنه يطلب ستة آلاف لكل خمسة براميل.
وعلل ذلك بأن “تكاليف التصليح باهظة، نقوم بتغيير زيت المحرك أسبوعياً بنحو 80 ألف ليرة، إضافة لارتفاع أسعار قطع الغيار من إطارات وغيرها”.
ويحدث ذلك في ظل استمرار إيقاف القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها تشغيل محطة علوك منذ الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو الفائت.
وبحسب مسؤولين في الإدارة الذاتية، اشترطت القوات التركية الحصول على 25 ميغاواط من الكهرباء من سد تشرين لست ساعات يومياً، وثمانية ميغاواط من محطة الدرباسية على مدار الساعة، مقابل تشغيل المحطة.
وبعد حدوث تفاهمات بين الطرفين برعاية روسية، تم تغذية المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية في سري كانيه بالتيار الكهربائي لإيصال التغذية لمحطة آبار علوك، لكن ومع مرور نحو أسبوعين لم تصل إلا كميات قليلة جداً من المياه إلى خزانات محطة الحمة، ليتوقف بعدها الضخ مجدداً.
ويقوم سليمان (40 عاماً)، وهو من سكان حي النشوة الغربية بالحسكة، بجلب أوان بلاستيكية فارغة بواسطة مركبته الحلفاوية ذات العجلات الثلاث لنقل مياه غير صالحة للشرب من بئر في أحياء المدينة.
أما بالنسبة لمياه الشرب، يقول الرجل إنه يكاد يترجى صاحب الصهريج حتى يقبل القدوم لمنزله كل فترة.
إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدار محمد
