محلل سياسي: إيران نجحت في فرض شروطها وإقناع روسيا بتبني مطالبها في درعا
إدلب- نورث برس
قال نصر اليوسف، وهو محلل سياسي سوري مختص في الشأن الروسي، إن “النظام الطائفي الإيراني” يواصل تمدده في درعا ونجح في فرض شروطه وإقناع روسيا بتبني مطالبه في درعا.
وعبر “اليوسف” في تصريح خاص لنورث برس عن اعتقاده أن روسيا كانت موافقة في البداية على بقاء السلاح في درعا، “لكن إيران رفضت ذلك وطالبت روسيا بتبني مطالبها”.
وحاولت إيران، بداية الشهر الجاري وعلى خلفية الحصار والتصعيد الذي حصل في درعا منذ أكثر من شهرين، الضغط لانهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القوات الحكومية ووجهاء درعا واللجنة المركزية حول وقف إطلاق النار.
وقال مصدر مقرب من اللجنة المركزية بدرعا البلد لنورث برس حينها، إن الفصائل الموالية لإيران تضغط بهدف انهيار الاتفاق من خلال تغيير بعض البنود مثل زيادة عدد الحواجز العسكرية من أربعة حواجز إلى ستة وموضوع تسليم كامل السلاح.
وأضاف أن ضباطاً في الفرقة الرابعة التابعة للقوات الحكومية المدعومة من إيران يحاولون عرقلة استكمال تنفيذ الاتفاق بذريعة أن عدد الأسلحة التي تم تسليمها قليل جداً مقارنه بعدد القتلى الذين سقطوا من القوات الحكومية، “وذلك بحسب تسجيلات صوتية وصلت إلى لجنة التفاوض في درعا البلد”.
أحداث
وخلال الشهرين الماضيين، تعرضت أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم لحصار وقصف من جانب القوات الحكومية والفصائل الموالية لإيران قبل أن يتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، برعاية روسية.
وأمس الأربعاء، بدأ عناصر من القوات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها، بالدخول إلى الأحياء المحاصرة في درعا بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه أطراف التفاوض، كما عاد بعض النازحين عبر حاجز السرايا الذي أعيد فتحه إلى منازلهم.
قوات حكومية وروسية في حاجز السرايا بمدينة درعا- نورث برس
وكان فك الحصار عن أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات، هو أحد بنود بعد الاتفاق الذي تم الأحد الماضي بضمانة روسية.
والأحد الماضي، توصل وجهاء في درعا مع القوات الحكومية، لاتفاق وقف إطلاق نار بإشراف القوات الروسية، يتضمن تسليم السلاح وانتشار نقاط أمنية حكومية في الأحياء التي تعرضت لقصف خلال الشهرين الماضيين.
وفي اليوم التالي، افتتحت القوات الحكومية مركزاً “للتسوية” في حي الأربعين بالقرب من مسجد بلال الحبشي في حي درعا البلد.
وتمت تسوية أوضاع عدد من السكان بالإضافة لتسليم عدد من الأسلحة الخفيفة ومدفع هاون عيار 60 ورشاش دوشكا 12.5، بحسب مصدر مقرب من اللجنة المركزية في مدينة درعا.
دورية روسية تراقب تنفيذ اتفاق في درعا البلد- نورث برس
ويحدث ذلك في الوقت تستمر فيه القوات الحكومية في منع مرور شحنات المواد الغذائية لأحياء درعا البلد وطريق السد والمخيمات، وسط استمرار توقف المخبز الوحيد في هذه الأحياء، وفقاً لما ذكره مصدر مقرب من اللجنة المركزية في مدينة درعا الثلاثاء، لنورث برس.
تهديد
ورأى المحلل السياسي نصر اليوسف، أن هدف إيران من التوسع في الجنوب السوري هو محاولتها تأمين الوسائل الكافية لتهديد إسرائيل، وذلك حتى تقايضها بمكتسبات لها في عموم المنطقة ككل (الجزيرة العربية وصولاً إلى حدود مصر)، حسب قوله.
وتسعى إيران من خلال تواجدها في درعا، ذات الموقع الجيوسياسي، لكسب مزيد من أوراق القوة من خلال اقترابها من الحدود مع إسرائيل.
وهناك اتفاقيات بين الأردن وإسرائيل وأميركا من جهة وروسيا في جهة أخرى، حينما اجتاحت الفصائل المدعومة من إيران درعا عام 2018، على أن تكون هذه الفصائل بعيدة بمسافة لا تقل عن 80 كم عن الحدود مع الجولان أو مع الأردن، ولكن على الأرض لم يتم تطبيقها.
ومن المفترض أن يتم خلال الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه في درعا، تنفيذ باقي البنود، ومنها سحب الفصائل الموالية لإيران التي تحاصر درعا البلد والأحياء المحاصرة منذ أكثر من شهرين، بحسب المصدر المقرب من اللجنة المركزية.
وأشار “اليوسف” إلى أن الأوضاع المأساوية في درعا جراء القصف والحصار والصمت الدولي والعربي جراء الأحداث، أجبر “المفاوض الحوراني للقبول بشروط مجحفة لإيقاف وقف إطلاق النار”.
سكان من الأحياء المحاصرة في درعا يحاولون عبور حاجز حكومي وسط إغلاق الطريق بشكل تام بالجرافات- أرشيف/ نورث برس
وأضاف أن “العصابة الأسدية”، في إشارة منه إلى الحكومة السورية تحاول أن تبسط الشرعية على الجنوب السوري، في حين أنها “لا تجرؤ” أن تتفوه بمثل هذا الحديث على المناطق التي تقع تحت الحماية التركية ومناطق أخرى خارج سيطرته.
كما أن روسيا، ووفقاً لقول المحلل السياسي، فإنها “دائماً تتستر وراء شرعية النظام السوري وترى أن من حقه أن يبسط سيطرته على كامل تراب الوطن”.