موقع منبج يجعلها مقصداً للمهن الصناعية

منبج _ نورث برس 

يقف صبحي حمود (55 عاماً)، وهو صناعي في مدينة منبج شمالي سوريا، وراء إحدى آلات الخراطة التي يعمل عليها منذ قرابة 40 عاماً، ويقول إنه يخطط لتوريث المهنة لأبنائه بعد التطور والإقبال الذي شهدته الصناعة في المدينة.

وقبل سنوات الحرب وخلالها، كان “حمود” يفضل ألا يعمل أولاده في هذه المهنة لأن حركة العمل كانت خفيفة ولا تشجع على الاستمرار فيها، “لكن الآن اختلف الوضع وأفكر جدياً في تعليمهم إياها”.

ويرى الصناعي أن المدينة تطورت في الآونة الأخيرة وتشتهر بصناعاتها، رغم أن بعض الناس من باقي المناطق السورية يعتقدون أنها عبارة عن قرية أو منطقة صغيرة.

لكن زبائن “حمود” يأتون إليه من كافة مناطق شمال وشرقي سوريا، بالإضافة لزبائنه في المدينة وريفها، وذلك لتوفر جميع المستلزمات الصيانة لديه.

وتعد مدينة منبج أحد أهم المراكز الصناعية شمالي سوريا في الوقت الحالي، إذ أنها عقدة مواصلات وطريق تجاري يربط مناطق الإدارة الذاتية بمناطق سيطرة الحكومة السورية إضافة لمناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

وتضم المدينة الصناعية في منبج ما يقارب 250 محلاً لمختلف أنواع المهن من حدادة وصناعة الآليات الزراعية والصهاريج والجرارات، وصيانة السيارات والمولدات الكهربائية.

ومن جهت، يقوله أحمد شمس الدين (39 عاماً)، وهو تاجر وصاحب كسارة فستق في ريف منبج الغربي، إن منشاته لتكسير الفستق الحلبي وتنظيفه وتعبئته للتصدير تعتبر الأكبر في مناطق شمال شرقي سوريا.

ويعمل “شمس الدين” في تجارة الفستق الحلبي منذ قرابة عشرة أعوام، وافتتح منشاته منذ عامين في قرية العسلية، 20 كم شمال المدينة.

 ويشتري الفستق من المزارعين والتجار في الأسواق ويقوم بفرزه وتكسيره وتعبئته في أكياس لتسويقها في المناطق السورية وتصديرها لدول الخليج.

ويشتكي “شمس الدين” من تضرر تجارته هذا العام بسبب إغلاق الطرقات والمعابر التي تربط منبج بباقي المناطق، كونه يصدر آلاف الاطنان من الفستق كل عام.

 وتنتج منشأته عادة ما يقارب 2000 طن سنوياً بأيادي 65 عاملاً وعاملة يعملون فيها.

لكن يضطر “شمس الدين” اليوم لتكديس إنتاجه في مستودعات بانتظار إعادة فتح المعابر أو ترك الإنتاج للعام القادم مع احتمال تعرضه لخسائر.

ويربط منبج بباقي المناطق السورية ثلاثة معابر أساسية اثنان منهما عون الدادات شمال المدينة وأم جلود شمال غربها مع مناطق سيطرة فصائل المعارضة، ومعبر وحيد مع مناطق الحكومة السورية وهو معبر التايهة جنوب غربي منبج.

وقالت عبير العكلة، وهي الرئيسة المشاركة للجنة الاقتصاد في منبج، إن المدينة باتت اليوم أهم منطقة صناعية لموقعها الاستراتيجي الهام وكونها بوابة تجارية لمناطق شمال شرقي سوريا.

ومنذ بدء الاحتجاجات في سوريا 2011 والحرب بعدها، نزح عدد كبير من الصناعيين من باقي المناطق السورية أبرزها حلب نحو منبج.

ويبلغ عدد المصانع المرخصة لدى لجنة الاقتصاد في منبج 488 منشأة صناعية منها 160 منشاة تصنيع أغذية، و130 معمل بلوك للتعمير، و150 منشأة لصناعة الخراطيم وقوالب الثلج والدهانات، إضافة إلى مصنعين للأدوية و11 غربالاً لتنقية البقوليات.

وبحسب “العقلة” تضم المدينة خمس منشآت صناعية لا توجد بباقي المناطق وهي معمل للشيبس والمقبلات ومعمل صهر الحديد ومعمل أوكسجين ومعملا أدوية.

ويبلغ عدد سكان منبج بعد إقبال النازحين من المناطق السورية الأخرى مليون و 200 ألف شخص، إّذ أنه لم يتجاوز 200 ألف شخص في العام 2014 أي بزيادة تقدر بـ 500 %، بحسب الرئاسة المشاركة للجنة الاقتصاد في منبج.

ويبلغ عدد العاملين في المنشآت الصناعية بمنبج ثلاثة آلاف عامل، بحسب الرئيسة المشاركة للجنة الاقتصاد في منبج.

ويستطيع التجار تصدير منتجاتهم إذا كان هناك فائض بالأسواق المحلية إلى باقي المناطق بعد حصولهم على سجل تجاري من غرفة الصناعة والتجارة في منبج، وفقاً لـ “العكلة”.

وأرجعت ” العكلة” رفع تكاليف إنتاج البضائع المصنعة محلياً إلى توقف التصدير والاستيراد بسبب إغلاق المعابر من طرف الحكومة السورية وفصائل المعارضة.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: عمر علوش