استهداف وحوادث متكررة في عشرة كيلومترات خطرة غرب عين عيسى

عين عيسى – نورث برس

يزيد أحمد الحسن (31 عاماً)، وهو سائق يعيش في بلدة الجلبية 50 كم شرق كوباني، شمالي سوريا، من سرعة سيارته قبل الوصول لبلدة عين عيسى بتسعة كيلومترات خوفاً من استهداف الفصائل الموالية لتركيا، ورغم تعرضه لحادث سابق بسبب السرعة الزائدة.

ويعمل “الحسن” في نقل عمال البناء بسيارته (نوع فان) من منطقة كوباني إلى الرقة، مضطراً كل يوم للمرور عبر الطريق الدولي إم-فور وبلدة عين عيسى.

ويتركز خطر استهداف الفصائل الموالية لتركيا للمارة وسياراتهم في مافة عشرة كيلومترات بين بلدة عين عيسى ومفرق قرية أبو سرة غربها، لكن السرعة الزائدة تتسبب بدورها بحوادث مرورية.

وتعتبر بلدة عين عيسى عقدة مواصلات تصل بين مناطق الجزيرة ودير الزور والرقة وكوباني وصولاً إلى منبج وحلب.

“حتى نعيش”

ويزيد “الحسن” سرعة سيارته إلى ما فوق 110 كم في الساعة رغم ضيق الطريق الذي لا يتجاوز عرضه ثلاثة أمتار ورداءته بسبب الحفر.

يقول إن هاجس استهدافه يرافقه لحين تجاوز “منطقة الخطر” بين بلدة عين عيسى وقرية أبو سرة.

ويضيف: “عندما نصل مسافة الخطر لا نعرف إن كنا سنموت بحادث سير أم باستهداف قذائف ورصاص المعارضة الموالية لتركيا شمالاً”.

وتبعد القاعدة التركية ونقاط تمركز فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا غرب عين عيسى ما يقارب 500 متر فقط عن الطريق الدولي.

وفي الحادي والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، فقد مدني حياته وأصيب آخرون جراء قصف القوات التركية على طريق (إم فور) غرب عين عيسى.

وقبل شهر أصيب “الحسن” نتيجة تعرضه لحادث سير بسبب سرعته الزائدة، إذ اصطدم بشاحنة، “مجبورين نعرض حياتنا للخطر لحتى نعيش”.

ويعتبر الطريق إم- فور من جسر قره قوزاق شمال غرب بلدة صرين حتى بلدة عين عيسى الطريق الوحيد الذي يربط مناطق كوباني بمدينة الرقة وحسكة ودير الزور.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، أغلق الطريق من بلدة عين عيسى إلى بلدة تل تمر شمال غرب الحسكة أثناء غزو الجيش التركي وفصائل مسلحة موالية له لمنطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض.

وفي أيار/ مايو 2020، أعيد افتتاحه بعد محادثات طويلة بين الطرفين التركي والروسي للسماح بعبور المدنيين من عين عيسى إلى تل تمر بضمانة روسية، بحسب ما قال بافل إيغوريان، الضابط الروسي في مركز المصالحة الروسي في سوريا في تصريح سابق لنورث برس.

 ضمانات شكلية

يقول سائقون وسكان في بلدة عين عيسى، إن الجهات الضامنة لوقف إطلاق النار وحماية الطريق الدولي تغض النظر عما يحدث من اعتداءات تركيا وفصائل موالية لها.

وقال “الحسن”: “إن ما نراه يومياً يُظهر أن لا حماية للمدنيين في المنطقة، ولا ضمانة للمارين”.

وتشرف القوات الروسية على الطريق الدولي منذ اتفاق سوتشي الذي توصل إليه الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان أواخر عام 2019.

وقال مصطفى عبدي (٤٠عاماً)، وهو سائق حافلة (بولمان)، إنهم يتعرضون لاعتداءات شبه يومية منذ سيطرة القوات التركية على تل أبيض وتمركز نقاطها على الطريق.

وأضاف، لنورث برس، أن الاستهداف المتكرر للمدنيين وأمام أنظار القوات الروسية والحكومة السورية منذ سيطرة تركيا على تل أبيض جعلنا لا نثق بأي جهة، لكن نعرض حياتنا لخطر الحوادث ونزيد من سرعة سياراتنا عند المرور في المناطق الخطرة من أجل العمل.

ويتعرض مخيم عين عيسى وقرى الهوشان والدبس والخالدية الواقعة على الطريق الدولي إم- فور غرب عين عيسى، بشكل متكرر، للقصف من القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها.

وأنشأت قوات سوريا الديمقراطية ساتراً ترابياً على الطرف الشمالي للطريق في إطار حماية السيارات من القصف التركي.

وفي الخامس من آب/ أغسطس الفائت، تسبب قصف تركي على قرية الصفاوية جنوب الأوتوستراد الدولي إم-فور بريف عين عيسى بمقتل ثلاثة أطفال ووالدهم، كما أصيبت الوالدة وطفلة أخرى إصابات بليغة.

وكانت تركيا قد وقّعت اتفاقي وقف إطلاق نار منفصلين مع كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في السابع عشر والثالث عشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

وفي النصف الأول من العام الجاري، وقعت قرابة ٦٠حادث مروري في الموقع نفسه، توفي فيها ١٧ شخصاً، وأصيب ٢٢ آخرون بجروح حرجة، إلى جانب ٣٥ حاله إصابة بين الخفيفة والمتوسط شملت أطفال ونساء وكبار سن، بحسب قسم المرور.

وقال نورس محمود، وهو إداري في قسم المرور التابع لقوى الأمن الداخلي في عين عيسى، لنورث برس، إن الحوادث تتكرر على الطريق الواصل بين بلدة عين عسى وقرية أبو سرة غربي البلدة نتيجة السرعة الزائدة.

وأضاف أن الاستهداف المتكرر يجبر السائقين على زيادة السرعة وإطفاء مصابيح السيارات ليلاً لتفادي إطلاق الرصاص أو القذائف، لكن تلك الوسائل تتسبب بتكرر حوادث السير.

إعداد: كلستان محمد – تحرير: زانا العلي