خيارات صعبة يواجهها سائقو دمشق بسبب نقص الوقود

دمشق – نورث برس

قال باحث اقتصادي في دمشق، إن السائقين مضطرون للمفاضلة بين خيارين، إما التوقف عن العمل بانتظار رسالة تتيح الحصول على مخصصاتهم من الوقود أو شراؤه من السوق السوداء بأسعار . 

واعتبر علي محمد، وهو باحث اقتصادي في العاصمة، بحسب ما كتبه في منشور على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك،  أن ركن السائقين لسيارتهم جانباً والتوقف عن العمل لحين إبلاغهم بمخصصاتهم، سيحرمهم من دخل لهم ولأسرهم ويخفض أعداد سيارات الأجرة (التكاسي) العاملة وينعكس بالتالي على حركة النقل وزيادة معاناة الناس.

ومع تأخر حصول السائقين على مخصصاتهم ليومين أو ثلاثة، فإن الخيار الثاني يكون شراء البنزين من السوق السوداء، وهو بدوره يزيد التكلفة وينعكس على الأجرة المطلوبة من “المواطن” بشكل أكبر.

ويقول سائقون في دمشق وريفها إن رسائل مخصصات البنزين تتأخر لأكثر من عشرة أيام، الأمر الذي يدفع العديد منهم للبحث عن البديل في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.

وتتوفر المادة في السوق السوداء بطريقة غير شرعية نتيجة التلاعب من قبل بعض أصحاب محطات الوقود وسوء توزيع المادة، وفقاً لعدد من السكان والسائقين التقتهم نورث برس.

وقبل يومين، أعلنت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “محروقات” التابعة للحكومة السورية أنه لا يوجد أي تغيير في جدول إرسال رسائل تعبئة البنزين ولا أي تخفيض للكميات الموزعة من البنزين بشكل يومي.

وذكرت الشركة، في منشور لها على حسابها الرسمي في  موقع فيسبوك: “أن التأخير الذي يحصل في رسائل البنزين لأكثر من سبعة أيام يعود أحياناً “لتأخر أحد الصهاريج نتيجة عطل أو حادث”.

وأضافت أن حمولة الصهريج تعادل ملء 1000 سيارة تقريباً وهذا يعني أن الرسائل سوف تتأخر عن 1000 سيارة لمدة تتراوح بين 24 و48 ساعة لحين تأمين صهريج بديل وتحميله من المخازن إلى الكازية المعنية.

وانتقد رواد وسائل التواصل الاجتماعي القرار عبر تعليقات على القرار أو منشورات على حسابات شخصية وعامة.

وقال حسن حسامو: “إذا بدكن تكذبوا ما حدا ضدكن، لكن اكذبوا بأناقة، تعطل الصهريج ليس أحياناً بل دوماً ما يحدث التأخير في وصول الرسائل”.

بينما علَّق نوار فرج: “التأخير من عند شركة المحروقات اللي ما بتبعت بنزين للكازية ليصير رصيدها ع الجهاز صفر وبهالحالة أكيد رح يصير تأخير يومين أو تلاتة للرسائل، لو ضليتو ساكتين كان أفضل”.

وقال حسام نجار، وهو سائق سيارة أجرة من منطقة برزة بدمشق، إن رسالة البنزين تأتيه كل 12 يوم وليس كل أسبوع كما تدعي الشركة.

وأضاف، في تصريح خاص لنورث برس، أنَّه يضطر لشراء كمية بنزين من السوق السوداء بـ 80 ألف ليرة كل يومين أو ثلاثة أيام، مقابل تحميله فرق السعر على الأجرة التي يتقاضاها من الركاب.

وأشار إلى أن الرسائل تتأخر دوماً وهذا بدوره يؤدي إلى خسارته لمخصصاته نتيجة عدم قيام شركة المحروقات بتدوير الكمية للشهر التالي.

ويباع الليتر الواحد من البنزين في السوق السوداء بقيمة تتراوح بين 3500 و4000 ليرة، فيما يبلغ المدعوم منه 3000 ليرة.

ولا يمكن أن يتم التغافل عن أن أصحاب السيارات العمومية هم المتضرر الأكبر، “فالعمل على سيارة الأجرة هو مصدر كسب أكثر من عائلة في بعض الأحيان، وعندما تتوقف السيارة فهذا يعني توقف إيراد ضروري لبقاء عائلات وليس عائلة واحدة”.

لكنه رأى أن “المواطن” هو الحلقة الأضعف في كل ما يجري وذلك من خلال ارتفاع تكاليف النقل له من خلال السيارات العمومية.

إعداد: آرام عبدالله- تحرير: سوزدار محمد