قيادي كردي: القوات العسكرية محور التفاف للقوى الكردية ونرجّح احتمالية تحالفٍ استراتيجي بين “قسد والبيشمركة”
عامودا – أفين شيخموس – NPA
قال قيادي كردي في شمال شرقي سوريا لـ"نورث برس" حول التقارب الكردي – الكردي بوساطةٍ من إقليم كردستان العراق أنّ الفرصة مواتيةٌ لعقد مؤتمرٍ وطنيٍ كردستاني وأنّ القوات العسكرية قد تشكّل نقطةً للتحالف بين قوات سوريا الديمقراطية والبشمركة.
إذ أكّد بدران جيا كرد, مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرقي سوريا, أنّ الشعب الكردي يمر بلحظاتٍ وصفها بـ"التاريخية والمصيرية، بعد مئةِ عامٍ من التجزئة والتشتت والإبادة بحق شعبنا في الأجزاء الأربعة من كردستان، والتي تمت حسب اتفاقية "سايكس – بيكو"، وكل الصراعات الدموية والعرقية القومية في منطقة الشرق الاوسط من نتاجها".
ويضيف بأنّ "طبيعة الخطط والمشاريع للقوى المهيمنة، باتت تحدّد شكل الصراعات والتجاذبات بين الأحلاف والأقطاب".
ويرى جيا كرد أنّ قواعد اللعبة وشكل الصراعات "باتت تتغير وفقاً لتوازناتٍ وتجاذباتٍ جديدةٍ، في ظل نظامٍ عالميٍ شاملٍ".
ويتابع بأنّه نظراً لأنّ فقدان "أيّ حلقةٍ من الأجزاء الأربعة المكمّلة لبعضها في كردستان، يعني فقدان الحلقات الاخرى بالتتابع والتسلسل"، فإنّ ذلك يوضّح الدور المنوط بإدارة اقليم كردستان العراق، لكونها تملك حالةً قانونيةً وشرعيةً.
فيما يؤكّد على أنّها -أي إدارة الإقليم- محاصرةٌ من المخاطر العراقية والتركية والإقليمية الأخرى.
ويعتبر القيادي الكردي أنّ قيام هذه الإدارة بأيّ مبادرةٍ تخدم وحدة الصف الكردي، ستكون مدعومة من قبلهم، مؤكداً أنّهم "سيقومون بمسؤوليتهم تجاه ذلك على نهج التضحيات التي قدمناها، وبشكلٍ يليق بنا".
كما يُنظر إلى هذه المبادرة ومثيلاتها على أنّها "ستكون دعماً وطنياً لحكومة الإقليم ومواجهة التحديات وسنداً قوياً للإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا".
ويذهب جيا كرد لأبعد من ذلك عبر القول باحتمالية تحقق تحالفٍ استراتيجيٍ بين الإدارة الذاتية وحكومة اقليم كردستان وقسد والبيشمركة، بهدف خدمة المصالح والأهداف المشتركة.
وهذا الأمر سيؤدي بالتالي -بحسب جيا كرد- إلى أن يكون "ضعف الإدارة الذاتية يعني ضعفهم وبالعكس، قوتنا تكمن في قوة حكومة الإقليم"، لافتاً إلى أنّه "علينا أن نقيّم القضية، وفق هذا المسار الوطني الكلي".
فيما يشدّد على أنّ الفرصة هذه المرة مواتيةٌ أكثر من أيّ وقتٍ مضى أمام القوى السياسية الكردية، لعقد "المؤتمر الوطني الكردستاني".
كما يردف بأنّ رصّ الصفوف أمرٌ مهمٌ لسببين أوّلهما "تحقيق الحقوق المشروعة لشعبنا وتثبيتها لكون الظروف الإقليمية والدولية ناضجةٌ تماماً، فيما الأمر الثاني يكمن في سدّ الطريق أمام خطر الإبادة الذي يواجهنا".
ويختم بأنّ القوات العسكرية "التي لعبت دوراً استراتيجياً ووطنياً في حماية الشعب والوطن ودحر الإرهاب يمكن أن تكون محوراً تلتف حوله جميع القوى والكتل السياسية، وإن كانت تختلف سياسياً ونظرياً".
ويواصل حديثه قائلاً: "الأنظمة السورية والتركية والإيرانية كانت تتلقى دعماً دولياً وإقليماً في الاستمرار بسياساتها العدوانية تجاه شعبنا."
فيما يؤكد على أن الآن "انقلبت الآية عكساً حيث باتت قضية شعبنا وقواه العسكرية، تتلقى تأييداً دولياً وإقليمياً صارخاً لم تتلقاها خلال قرن مضى، وهذا ما بدا واضحاً خلال الهجوم التركي مع مرتزقته على مناطق شمال وشرق سورية، وتحالف أكبر قوة دولية مع قوات سورية ديموقراطية ووحدات حماية الشعب وقوات البيشمركة."
ويضيف بأنه لتحقيق الحلم التاريخي يجب أن "لا ندع أن تفوتنا هذه الفرصة التاريخية، وعلى جميع القوى الكردستانية توحيد جهودها في إطار وطني جامع، والقيام بما تتطلبه المصالح الوطنية العليا المقدسة وترك التخندق والابتعاد من أن تتحول أي جهة كردستانية إلى أداة لتنفيذ أجندة أخرى تجهض أملنا القريب في الحرية."
أيضاً دعا إلى أن "تهتم جميع الأطراف السياسية، لنداء قوات سوريا الديمقراطية في هذا الإطار، وأن ندعمه كقوة عسكرية منتصرة."
وأردف كذلك "يجب ان لا يختلف الاثنان على العدوان التركي ومرتزقته في تسميته أو معاداته أو تأييده لكونها ليست بحاجة إلى البرهان وتقديم الحجج لإثبات أن الهجوم التركي وحلفائه، تستهدف وجود شعبنا ومكتسباته."
إضافة للاعتراف بأن "من يحاول المراوغة وتضليل هذا الهدف، بأنه يستهدف جهة سياسية بعينه دون سواه، خداع وزيف للذات وشرعنة لذلك العدوان."
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أكّد أمس خلال حديثه لمحطةٍ تلفزيونيةٍ كرديةٍ، بأنّ المرحلة حساسةٌ وتاريخيةٌ، داعياً سلطات إقليم كردستان العراق إلى العمل المشترك لتجاوز هذه المرحلة بما يصب في مصلحة الشعب الكردي.
وحول طلب الدعم المقدّم من إقليم كوردستان، قال عبدي "نطلب من إدارة إقليم كوردستان والرئيس البارزاني على وجه الخصوص أن يكون لهم دوراً إيجابياً في هذه المرحلة لتوحيد الحركة الكردية في هذا الكفاح".
فيما كان تحدّث رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، أمس الثلاثاء، خلال مشاركته في مؤتمر لمعهد ميري بعنوان: "إنهاء الحرب وكسب السلام في الشرق الأوسط" عن الوضع في شمال شرقي سوريا.
وقال برزانيً: "كانت لدي لقاءاتٍ واتصالاتٍ هاتفيةً مع الجنرال مظلوم كوباني، وبعد هذه الاتصالات نقلت مطالبه لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف".
وحول الهجوم التركي الأخير، قال نيجيرفان البارزاني إنّ "مخاوفنا نابعةٌ من الفصائل المهاجمة مع الجيش التركي والتي قدمت نموذجاً سيئاً في عفرين".