مغارة الدرة في طرطوس وحكاياها الأكثر شعبية

طرطوس ـ نورث برس

تعتبر مغارة الدرة من المعالم السياحية الطبيعية في طرطوس على الساحل السوري، وأطلق عليها اسم الدرة من قِبل سكان المنطقة لاعتقادهم، وبحسب الحكايا الشعبية التي نُسجت حولها، أن المياه التي تنبع منها يمكن أن تُدِر الحليب للمرأة الأم التي ليس لديها حليب للرضاعة.

وتقع مغارة الدرة في قرية “النمرة” التي في تبعد عن طرطوس 32 كلم وتقع في الجهة الشمالية الشرقية لها.

وترتفع عن سطح البحر 570 متراً، وتتصف بمناخها السياحي والمعتدل والجميل. وتشتهر بالجوز والرمان والتفاح والحمضيات بأنواعها، بالإضافة إلى القمح والشعير والتبغ وهو المحصول الرئيسي.

وقال تاج الدين حسن، (65 عاماً) وهو من سكان قرية النمرية ومختارها، وحاصل على إجازة في التاريخ، أن المغارة تقع في جبل يمتلك غابة من السرو والصنوبر والكينا وتتصل في موقعها بالعديد من القرى المجاورة.

وأضاف: “لها شكل حفرة عميقة نحو 80 متراً، وبشكل مائل، بزاوية 45 درجة. وفيها نوازل عديدة منها ما هي ضخمة ومنها ما هي صغيرة. ومن الأسفل توجد فيها سواعد تكونت نتيجة الكلس والماء على مر الزمان”.

وتمتلك المغارة من الزاوية الجنوبية نفقاً يرتفع عدة درجات ويمتد نحو الجنوب ليتصل بمغارة أخرى في جنوب الضيعة، بحسب روايات السكان المحليين.

ويقع في المغارة تجويفٌ صغير باتجاه الشرق. واستخدمها المجاهد الشيخ صالح العلي كمأوى له وللثوار إبان الفترة الفرنسية، بحسب “حسن”.

وحول الحكايات التي أُلِّفت حول المغارة، قال مختار القرية: “تناقل السكان عبر الزمان روايات حول نساء قمن بدهن صدورهن بالمياه الموجودة داخل الحوض الصغير في المغارة. تلك المياه المتجمعة هي نتيجة تساقطها من النوازل في شكل نقاط بسيطة جداً وتتجمع في الجرن الصغير.. من هنا جاء اسم (الدرة).

وشدد “حسن” على أن تلك الروايات ليست إلا أقاويل تداولها السكان عبر الزمان.

وجاء في معاجم اللغة العربية أن جمع الدُرّة: دُرَّات و دُرّ و دُرَر. والدُّرّةُ: واحدة الدُّرّ، وهي اللؤلؤة العظيمة الكبيرة. ودُرَّةٌ فريدةٌ يتيمة: لا نظيرَ لها، والدُّرّةُ: شيء ثمين أو نفيس. دِرّة: اللَّبَنُ أوْ كَثْرَةُ اللَّبَنِ، ولذلك سميت المغارة بهذا الاسم لاعتقاد السكان أن مياه النبعة تساعد على زيادة حليب الأم.

وزار المغارة العديد من المسؤولين في وزارة الثقافة والسياحة والآثار في الحكومة السورية للاطلاع عليها وإجراء دراسة يمكن أن تعود بالفائدة على المغارة وتحسينها لتصبح من المعالم السياحية.

لكن وبعد زيارة وفد من السياحة والآثار في ذاك الوقت، قالوا إنها “حفرة طبيعية ولا قيمة لها من الناحية السياحية. وانتهى الأمر لديهم على هذا الحد”، بحسب “حسن”.

وأعرب مختار القرية عن تمنيه بإبداء المعنيين اهتماماً أكثر “بهذا المَعْلَم السياحي والطبيعي”.

وقال: “تحتاج المغارة إلى درج لتسهيل النزول والصعود، واستخدام الحجارة الموجودة فيها بشكل هندسي جميل بحيث تظهر المعالم الموجودة على الجدار والتي تتشكل من سواعد ونوازل وعدة تجمعات حجرية نافرة من الجدران”.

إعداد: آردو حداد ـ تحرير: نور حسن