المونيتور: متشددون في سوريا يرون في أفغانستان ملاذاً آمناً من تحرير الشام

القامشلي ـ نورث برس

قال موقع المونيتور، المتخصص بقضايا الشرق الأوسط، إن جماعات “متشددة” تواجه ضغوطاً من هيئة تحرير الشام في شمال غربي سوريا، تتطلع إلى أفغانستان كملاذ جديد بعد سيطرة حركة “طالبان” على السلطة.

ونقل الموقع عن قيادي أجنبي في أحد الجماعات المتشددة شمال غربي سوريا، رفض الكشف عن اسمه وجنسيته، قوله “نحن سعداء باستيلاء طالبان على السلطة، الآن سيذهب العديد من إخواننا الذين اضطهدتهم هيئة تحرير الشام إلى أفغانستان”.

وقبل أسبوعين تقريباً، أعلنت حركة طالبان سيطرتها على القصر الرئاسي عقب دخولها العاصمة الأفغانية بعد فترة وجيزة من التقدم السريع في البلاد، وسط إجلاء الولايات المتحدة لمواطنيها والمتعاقدين معها من الأفغان.

وفي إطار ردود الفعل على دخول طالبان إلى كابل، قالت مصادر محلية في مدينة إدلب، لنورث برس، إن الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام فرضت على خطباء مساجد المدينة الحديث عن “انتصار حركة طالبان ومباركة إنجازاتها في أفغانستان”.

وأضافت المصادر نفسها أن عناصر الهيئة أقاموا عقب صلاة الجمعة مسيرات احتفالية وسط المدينة، تخللها إطلاق نار بشكل واسع ومكثف، ما تسبب بنشر الذعر بين السكان.

ورجح عباس شريفة وهو باحث بشؤون الجماعات المتشددة في مركز “جسور للدراسات”، انتقال العديد من الجماعات المتشددة من سوريا إلى أفغانستان.

وقال: “يمكن للعديد من قادة هذه الجماعات أن يستقروا في أفغانستان كلاجئين سياسيين من دون أن يكونوا ناشطين عسكرياً ضد أي حزب”.

وأضاف أن “المقاتلين من أصول أوزبكية وطاجيكية هم الأكثر سعادة بانتصار طالبان”.

وأواخر عام 2017، انشق فصيلان متشددان “صغيران” قاتلا في إدلب تحت مسمى “جيش البادية والملاحم” ولاؤهما لتنظيم القاعدة الأم، عن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بسبب انفصالها عن التنظيم.

وأشار “جيش البادية والملاحم”، حينها، إلى أنهما يقاتلان إلى جانب بعضهما البعض في جنوب إدلب، ويشيد الطرفان بالحزب التركستاني الإسلامي لدعمه لهما.

وفي الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير 2018، أصدر “جيش الملاحم” بياناً قال فيه إنه يقاتل في جنوب إدلب إلى جانب جيش البادية. ولم يشر البيان إلى هيئة تحرير الشام، وهذا يوضح علاقة الجماعتين الباردة.

ونشط في سوريا أيضاً الحزب الإسلامي التركستاني الذي نشأ في مقاطعة شينغيانغ شمال غرب الصين، ونال احترام كل من المتشددين والمعارضة في سوريا.

وقاتلت الجماعة مع الأطراف المتشددة والمعارضة على حد سواء وابتعدت عن الصراع بين أطراف المعارضة.

وأشار الباحث بشؤون الجماعات المتشددة، إلى أنهم “الآن، يمكنهم الذهاب إلى أفغانستان من دون تسليمهم إلى حكوماتهم للسجن، كما كان الحال في عهد أشرف غني، ربما يجد المقاتلون من أوزبكستان تحركاتهم أسهل من ذي قبل”.

وفي أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، هنأت هيئة تحرير الشام حركة طالبان بمباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية برعاية أميركية في قطر.

وقالت، آنذاك، إن “ما تجنيه أفغانستان اليوم هو نتيجة الجهد الكبير طيلة عقود في مقاومة المحتلين”.

ومطلع 2019 بسطت هيئة تحرير الشام سيطرتها على منطقة إدلب السورية، وفق ما أعلنته في بيان، بعد اتفاق مع فصائل أخرى، دخلت في مواجهات دامية معها. وقالت الهيئة في ذات البيان إن الاتفاق “ينهي النزاع والاقتتال الدائر في المناطق المحررة”.

وكالات