مياه تغمر أراض وتتلف مزروعات في قرى حدودية بريف كوباني

كوباني- نورث برس

يصعب على عزالدين محمد بدر (33 عاماً)، وهو مزارع في قرية قره موغ على الحدود السورية التركية شرق مدينة كوباني، شمالي سوريا، الوصول إلى أرضه التي قسمها مجرى مائي قادم من تركيا، وملأ مساحات منها بقصب الزل ما جعلها غير صالحة.

وقبل أكثر من عامين، تدفقت مياه قليلة الغزارة من تركيا إلى أراض زراعية بريف كوباني الشرقي لتدخل مجدداً للأراضي التركية وفق انحدار المنطقة، وذلك بعد مرورها بأراضي ستة قرى.  

واستفاد مزارعون من المياه في زراعة أصناف من المزروعات المروية كالسمسم والقطن والبطيخ، إلا أن ازدياد كميات المياه وغزارتها منذ أكثر من شهر تسبب بغمر الأراضي وتلف المزروعات بسبب نمو نباتات ضارة أبرزها قصب الزل.

وقال “بدر” إن مياه المجرى غمرت نحو ثمانية هكتارات من أرضه التي زرعها بالبطيخ وأتلفت محصوله.

وأضاف أنه يلاقي صعوبة في الوصول إلى الطرف الآخر من أرضه لأن الطريق الزراعية التي تصل إليها خرجت عن الخدمة بسبب غمر المياه.

وتبلغ مساحة الأراضي المتضررة 40 هكتاراً من أراض زراعية أخرى في قرى كوران وكولتب وقره موغ وجيشان وعين البط وخرابيسان، بحسب المزارع.

ويرى “بدر” أن على بلدية الشعب في كوباني، حفر المجرى ليستوعب المياه بدلاً من غمرها لمساحات واسعة، ووضع أنابيب تشكل جسراً يصلهم بأراضيهم في الطرف الثاني من المجرى.

لم يكن نهراً

ولا ينكر أحمد الجمعة (21 عاماً)، وهو مزارع في قرية جيشان، 23 كم شرق كوباني، أنه استفاد من المياه في تحويل أرضه من بعلية إلى مروية، “بعد أن كنا نكتفي بزراعة القمح والشعير زرعنا الخضار وأصنافاً أخرى مروية”.

لكن ازدياد المياه أضر بأرضه والمحاصيل المزروعة فيها، لأن المجرى الحالي لم يكن نهراً يوماً ما ولا يكفي عمقه وعرضه لاستيعاب هذه الكمية.

ويخشى مزارعون في المنطقة أن تتفاقم الأضرار مع هطول الأمطار وتتسع المساحة غير الصالحة للزراعة في القرى الستة.

ورغم أن بلدية الشعب في كوباني حفرت المجرى، “لكن الآلية كانت صغيرة، والعمق والعرض الناتجين كانا غير كافيين لاستيعاب المياه”، بحسب المزارعين.

كما وضعت البلدية أنبوبين متوسطي الحجم في المجرى ليكوّنا “عبّارة” بين جانبيه ولكنها المياه غمرتهما مع ازدياد تدفقها.

 ويحتاج جسر صغير إلى نحو خمسة أنابيب بأحجام كبيرة تستطيع مجاراة غزارة المياه، بينما يحتاج حصر المياه الجارية في مجرى إلى حفر بعمق وعرض أربعة أمتار، وفقاً للمزارع “الجمعة”.

عقبات أمنية

ومن جانبها، قالت مدينة سيد أحمد، وهي الرئيسة المشاركة لبلدية شيران، إن البلدية عملت بالتنسيق مع القوات الروسية لنحو شهر في تعميق المجرى، وذلك بسبب الموقع قرب الحدود السورية التركية.

لكن العمل توقف بسبب غياب الجانب الروسي بعد التوتر الأمني في ريف عين عيسى عقب تكرر القصف التركي.

وأضافت أن البلدية قامت بجلب بواري (عبّارات) من أجل صناعة جسر كي يتمكن المزارعون من الوصول لأراضيهم في الطرف الثاني من المجرى وحل المشكلة إلا أن المشروع لم يستكمل.

وأشارت “سيد أحمد” إلى أن البلدية لا تستطيع العمل في المجرى بدون وجود الطرف الروسي، بسبب المخاطر الأمنية في الموقع الحدودي.

ورغم تواصل البلدية عبر مكتب العلاقات مع الجانب الروسي لإيضاح الحاجة لحل المشكلة، إلا أنها لم تتلقَّ أي رد حتى الآن.

وقالت المسؤولة المحلية إن البلدية جاهزة لاستكمال المشروع، بشرط حضور الجانب الروسي لضمان عدم حدوث مشكلات أمنية مع تركيا.

إعداد: فتاح عيسى- تحرير: عمر علوش