برلمانيون عراقيون يطالبون حكومتي أربيل وبغداد بالخروج عن الصمت تجاه الهجمات التركية
أربيل- نورث برس
طالب نواب عراقيون، الأربعاء، حكومتي العراق وإقليم كردستان بردع التدخل التركي في البلاد، ووصفوا العمليات العسكرية التركية في الأراضي العراقية بالانتهاك “السافر”.
حديث النواب جاء بعد سلسة هجمات نفذتها الطائرات التركية، يوم أمس الثلاثاء، في منطقة بنجوين بالسليمانية، وقبلها بأسبوع في شنكال، فضلاً عن الهجمات المتكررة في المناطق الجبلية شمال أربيل و دهوك.
واعتبر النائب حسين العقابي، وهو عضو اللجنة القانونية النيابية في البرلمان العراقي، الموقف العراقي تجاه الهجمات التركية وخاصة في شنكال (سنجار) “خجولاً أو معدوماً و حكومة مصطفى الكاظمي تتغاضى عن العمليات التركية “.
وقال لنورث برس إن “من الممكن تفهم العراق لعمليات محدودة في بعض المناطق الحدودية، لكن لا يمكن تفهم وجود عساكر أتراك في بعشيقة أو تنفيذ عمليات في سنجار”.
وأضاف أن “هذه المسألة يجب تسويتها سياسياً”.
وقبل أيام، قتل سائحان عراقيين في هجوم مدفعي تركي في منطقة سياحية شمالي دهوك.
وشدد النائب العراقي على أن الحكومة التركية اتخذت موقفاً سلبياً تجاه المشهد العراقي خلال الـ15 عاماً الماضية، “ووصلت بعض الأحيان حد احتضان وتمويل جماعات إرهابية وتهريب النفط العراقي”.
وفي السادس عشر من هذا الشهر، قتل سعيد حسن القيادي في “وحدات مقاومة شنكال” في قصف تركي استهدف وسط مدينة شنكال، أعقبه في اليوم التالي قصف جوي آخر استهداف مشفى قرية سكينية في محيط جبل شنكال وقضى فيها ثمانية أشخاص نصفهم مدنيون.
ووصف “العقابي” التدخلات التركية بـ”الانتهاك السافر وغير المبرر، وخاصة في شنكال وما يتعلق بتواجد القاعدة العسكرية التركية في بعشيقة.”
ودعا إلى البدء بحراك دبلوماسي “ضاغط” لوقف التدخلات التركية في الشأن العراقي.
وفي السياق، شدد النائبان الكرديان في مجلس النواب العراقي ،سركوت شمس الدين وغالب محمد علي، في بيان مشترك اطلعت عليه نورث برس، على “محاسبة مسؤولي القوات الأمنية ومسؤولين حكوميين ودبلوماسيين في العراق بسبب صمتهم عن انتهاكات القوات التركية في الأراضي العراقية”.
وقال البيان إن “قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الدفاع العراقية والبيشمركة الكردية المتواجدة في بنجوين ودهوك وقفت مكتوفة الأيدي أمام قصف القوات التركية وتوغلها في الأراضي العراقية”.
ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت أنقرة تنفيذ عمليات جوية بعمق 200 كم في الأراضي العراقية، استهدفت مناطق زراعية في قضاء بنجوين في السليمانية.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة، نشرتها وسائل إعلام محلية، دماراً خلفه الهجوم التركي وأسفر عن خسائر في ممتلكات القرويين.
ودعا النائبان الكرديان إلى مساءلة المسؤولين العراقيين عن أسباب الصمت إزاء “تلك الاعتداءات”.
وطالبا مجلس النواب باستضافة وزير الخارجية فؤاد حسين “لسكوته الدائم على تلك الاعتداءات رغم معرفته ودرايته الكاملة بها”.
ومن جانبها، نددت النائبة ريزان شيخ دلير بالسكوت إزاء القصف التركي الذي “لا بوجد مبرر له ويستهدف المناطق الزراعية الخالية ومنابع المياه”.
وقالت “شيخ دلير”، في منشور على حسابها الشخصي في موقع فيسبوك، إن “صمت حكومتي بغداد وأربيل تجاه الهجمات الاتركية يمهد لهجمات أخرى قد تطال وسط العاصمتين.
وقال سركوت شمس الدين وغالب محمد علي، في بيانهما المشترك، إنهما يطالبان باستدعاء السفير التركي في العراق لمعرفة أسباب “القصف والتوغل الذي ينفذ دون داع لذلك، ويذهب ضحيته بشكل دائم الأهالي والقرى المحاذية للحدود العراقية التركية وحرق البساتين والمحاصيل الزراعية”.
وأشار النائبان إلى “ضرورة أن تراعي تركيا سيادة العراق والكف عن تجاوزاتها وتوغلها المستمر داخل الأراضي العراقية”.