ضعف وصول مياه الشرب لمنازل في بلدة الغرانيج شرق دير الزور

دير الزور- نورث برس

لا تصل مياه الشرب لمنزل عمر الحسين (٣٠ عاماً)، وهو من سكان بلدة غرانيج شرق دير الزور شرقي سوريا، منذ عشر سنوات، بسبب أعطال في خطوط الشبكة الرئيسة القادمة من محطات المياه والانقطاع المتكرر للكهرباء، وذلك رغم أن كيلومتراً واحداً يفصل منزله عن نهر الفرات.

ويزيد انقطاع مياه الشرب الأعباء المادية لسكان البلدة في ظل تردي الوضع الاقتصادي في سوريا، إذ تلجأ عائلات لتعبئة عشر صهاريج من المياه كل شهر، لأن المحطات تضخ للأحياء القريبة منها فقط.

وتعرضت أنابيب للشبكة الرئيسة الممددة إلى خزانات المياه التي تضخ إلى الأحياء البعيدة عن المحطات للسرقة، بينما تحتاج بعض الخطوط لصيانة وإعادة تأهيل. بحسب سكان.

وتتغذى الأحياء التي تصلها المياه من بلدة غرانيج من 14 خزاناً للمياه وأربع محطات ضخ، أنشأت اثنتان منها حديثاً وأًعيد تأهيل أخرى، بحسب البلدية.

وقال “الحسين”، الذي يسكن في حي السمرة في بلدة الغرانيج، إن الخزانات التي تضخ المياه من المحطات إلى الأحياء البعيدة خرجت عن الخدمة منذ بداية الأزمة السورية نتيجة المعارك في المنطقة، وتعرضت لتخريب وإهمال صيانة.

ومنذ بداية الحرب في سوريا، تعرضت شبكة المياه في البلدة لسرقات دون محاسبة، وفقاً لـ “الحسين”.

ويلجأ سكان لا تصلهم المياه في البلدة إلى الشراء من الصهاريج التي غالباً ما تكون غير صالحة للاستهلاك البشري لتلوثها بسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.

 ويتسبب تنوع مصادر مياه الشرب التي تكون غالبيتها ملوثة، إلى ارتفاع حالات التسمم والإسهال والتهاب الأمعاء بين السكان وخصوصاً الأطفال. وفق ما قال وسيم الصالح وهو طبيب اختصاصي بأمراض الاطفال في غرانيج في وقت سابق لنورث برس.

ويعتمد سليمان الشملان (37 عاماً)، وهو من سكان بلدة غرانيج، منذ ما يقارب عشر سنوات على الصهاريج لتعبئة مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى.

ويدفع “الشملان” كل ثلاثة أيام عشرة آلاف ليرة سورية لشراء صهريج مياه لمنزله، سعة 22 برميلاً، و١٥ ألفاً أخرى لشراء خمسة براميل من المياه المفلترة للشرب، حيث تتكون عائلته من سبعة أشخاص.

ويرى أنه يقع على عاتق المسؤولين إيجاد حلول جذرية لإيصال المياه لكامل أحياء البلدة عبر وضع رقابة على عمل المحطات وحمايتها من السرقات فضلاً صيانة الأعطال في التمديدات وردع كل التجاوزات على الشبكة.

وأعاد سعود الغضبان، وهو الرئيس المشارك لبلدية الشعب في بلدة غرانيج، سبب حرمان ٧٥ بالمائة من سكان البلدة من المياه النظيفة إلى خروج ١٤ خزان مياه عن الخدمة نتيجة الحروب التي شهدتها المنطقة.

وقال إن المياه تصل إلى خمسة أحياء فقط من أصل 19 حيّاً في البلدة، وهو ما يعادل نحو 25 بالمئة من سكان البلدة.

كما أشار “الغضبان” إلى أن استمرار انقطاع الكهرباء وانقطاع تشغيل المحطة أحياناً تسبب بتلف الخطوط والتمديدات القديمة.

وأضاف أن الحل هو العمل على مد خطوط جديدة للأحياء، وإعادة تأهيل الخزانات الموصلة بالمحطات، وتحتاج البلدية لتحقيق ذلك إلى دراسة الميزانية الكافية.

إعداد: أنور الميدان – تحرير: زانا العلي