رحلة عناء يومية يعيشها ركاب باصات النقل الداخلي في مدينة الرقة
الرقة – نورث برس
ينتظر أحمد الرجب (45 عاماً) على الرصيف قرب دوار الساعة وسط مدينة الرقة، شمالي سوريا، باص النقل الداخلي الذي سيقله إلى قريته المحوكية، 15 كم غرب المدينة، لتبدأ رحلة عناء وسط ازدحام الركاب واهتراء أثاث الباص.
ويقصد “الرجب”، وهو مزارع أب لطفلين، مدينة الرقة يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع ليتبضع من سوق المدينة ويشتري مستلزمات زراعته واحتياجات منزله وعائلته.
ويقول المزارع وآخرون معه إنهم يفتقدون الراحة في كل مرة يتجهون لمركز المدينة أو أحيائها.
باصات من الثمانينات
ويشتكي ركاب باصات النقل الداخلي في مدينة الرقة من تكبدهم لرحلة عناء تكاد تكون يومية عند البعض منهم، والتي باتوا يعيشونها مع باصات يعود قسم كبيرٌ منها لثمانينات القرن الماضي.
وبات مجرد ركوب الباص مصدر عناءٍ للسكان بسبب رداءة أنواع بعض الباصات وقلة عددها، “اصبح التأخير عن المواعيد والانتظار الطويل لقدوم الباص حدثاً يومياً”، على حد وصف “الرجب”.
وتضم المدينة عدداً من باصات النقل الداخلي التي قُسمت على خطوط بين مركزها وأحيائها وضواحيها، بالإضافة لقرى قريبة.
لكن وبحسب شهادات ركاب، فإن بعض الباصات ” انتهى عمرها الافتراضي منذ زمنٍ طويل ولا تصلح حالياً لأن تكون مركبات لنقل الركاب حتى لمسافات قصيرة”.
وتنقسم باصات النقل الداخلي في الرقة بين ملكيات خاصة لسكان، وأخرى عامة تتبع بلدية الشعب التي تعين سائقين للعمل عليها مقابل راتب شهري.
وفي مدينة الرقة 16 خطاً للنقل الداخلي، تعمل فيها 115 باصاً بين كبير ومتوسط وميكروباص، ويتبع 15 منها لبلدية الشعب في الرقة، بحسب بلدية الشعب.
“يلي مو عاجبو ينزل”
عبارة “يلي مو عاجبو ينزل من الباص” رددها كثيراً سائق باص للنقل الداخلي على “خط المشلب – الساعة”، كلما استهجن أحدهم تحميل السائق عدداً زائداً من الركاب، وفقاً لما قاله أحدهم.
ويضطر موسى الصالح (28 عاماً)، الذي يعمل في مكتبٍ عقاري، أن يستقل الباص يومياً بين منزله في حي المشلب على أطراف المدينة الشرقية إلى حي الجميلي وسطها.
وقال “الصالح”، لنورث برس، “إن بعض سائقي الباصات يعاملون الركاب بطريقة “غير لائقة”، وسط عدم وجود خيارات بديلة.
وأضاف أنه من الممكن الاستفادة من تجارب مدن سورية أخرى للنقل العام مثل “التكسي المشترك” إذ يقوم سائق التكسي بتقسيم الأجرة على عدد الركاب عوضاً عن اضطرار شخص واحد لدفعها.
حلول ليست بالمنال
ويتمنى صبري الحجي (18 عاماً)، وهو طالبُ ثانوية عامة، لو أنه يتمكن قريباً من تأمين دراجة هوائية تغنيه عن الركوب بالباص الذي ينقله بين منزله بحي البانوراما على أطراف الرقة الجنوبية الغربية والمراكز التعليمية بمركز المدينة.
ويضيف: “والله البسكليت أحسن من البهدلة”.
ويشير الطالب إلى أن “أمنيته الصغيرة” تصعب على طالب من عائلة ذات إمكانات محدودة.
وقال عبد الرحمن الحسين، وهو رئيس مكتب النقل الداخلي في بلدية الشعب في الرقة، إن شراء باصات حديثة صعب لضعف الميزانيات المالية في البلدية بالإضافة لارتفاع رسوم الجمارك التي تخيب آمال المستثمرين.
وأضاف، لنورث برس، أن المكتب يفرض على سائقي الباصات ومالكيها إجراء إصلاحات دورية أساسية لها.