محللون سياسيون: إيران تسعى لتحقيق مصالحها من خلال ملء الفراغات في المنطقة

دمشق – نورث برس

تتعدد الأطراف المتناقضة المتواجدة على الساحة السورية، فهنالك تنافس روسي إيراني على مزيد من السيطرة على الأراضي السورية، وهنالك أيضاً تسابق  روسي ـ أميركي للحصول على نفوذ أكبر على الأرض السورية.

الأحداث الميدانية خفتت، باستثناء مركز انطلاقها في محافظة درعا جنوبي سوريا.

ويرى حسان العلي (60 عاماً) وهو اسم مستعار لمختص في السياسة الدولية يقيم في دمشق، رفض ذكر اسمه الحقيقي لدواعٍ أمنية، أن النفوذ الإيراني في سوريا سببه حاجة الأخيرة لإيران.

ويقول لنورث برس: “المتابع للعلاقة مع إيران يجد أنها كانت متوازنة حتى عام ٢٠١٣، لكن الحرب على سوريا ووقوف معظم الدول العربية ودول العالم ضد الدولة السورية استدعى الحاجة لإيران، الأمر الذي استفادت منه ايران لتقوية وجودها ونفوذها هناك”.

والخيارات أمام الحكومة السورية كانت “محدودة جداً”، ووجود إيران هو “وجود الضرورة”، بحسب “العلي”.

ولكن الغريب، بحسب المختص في السياسة الدولية، هو أن “يتم توجيه الأنظار إلى من يقاتل ضد إرهاب يهدد أمن المواطن في حين يتم تجاهل الدول التي دعمت الإرهاب وموّلته”.

أعرب عن رفضه وجود أي قوات أجنبية على أرض سوريا، وأشار “العلي” إلى أن “الإيديولوجيات الدينية تسبب له مشكلة”، فهي “لا تشبهني ولا تتلاءم مع ثقافتي وحضارتي”.

وأضاف: “لكن للأسف إن الراعي لهذه الايديولوجيات هو الغرب، ويدرك جميعنا نظريات (بريجنسكي وكيسنجر) بإحياء الأصولية الدينية لإغراق المنطقة بحروب الجيل الرابع الطائفية التي تأكل الدول من داخلها”.

وحول أحداث درعا، قال “العلي”، إن هناك تغيراً في الموقف الأردني “وهذا جعل إنهاء التواجد المسلح في درعا ممكناً”.

وأضاف: “الموقف الروسي يختلف عن الموقف الإيراني، روسيا ليس لها مصلحة في تأزيم العلاقة مع إسرائيل ولا حتى الدول العربية، وهي أيضاً تنسق مع الولايات المتحدة في كثير من القضايا”.

أما الموقف الإيراني فهو يسعى إلى “كسب مزيد من أوراق القوة من خلال اقتراب إيران من الحدود مع إسرائيل، وهذا الأمر لا يضير سوريا التي تعتبر إسرائيل محتلة لفلسطين والجولان ولا تلتزم بقرارات الشرعية الدولية التي تطالبها بإنهاء احتلالها لهذه الأراضي”.

وأعرب المختص في السياسة الدولية عن اعتقاده في أن سوريا لها مصلحة في أن تكون إيران إلى جانبها في أي معركة ضد إسرائيل بعد أن تراجعت معظم الدول العربية عن اعتبار إسرائيل عدواً لها.

وأشار إلى أن المعركة مع إسرائيل “هي معركة محور فرضه غياب الشرعية الدولية، وهو حالة فرضتها الضرورة”.

ويرى “العلي” أن روسيا “لا تريد أن تغرق في المستنقع السوري كما غرقت في أفغانستان، فقد حافظت على تواصل وتنسيق مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية، بما يحفظ أيضاً مصالحها الاستراتيجية”.

أما بالنسبة لإيران، بحسب “العلي”، فهي “تريد كسب مزيد من أوراق القوة لتحقيق مصالحها الإقليمية، وهي تنجح بسبب ما أعتقده رغبة الولايات المتحدة من أن تجعل منها قوة إقليمية لابتزاز هذه المنطقة وجعل احتمالات المواجهة الطائفية أكثر احتمالاً”.

وأضاف: “ويزداد هذا الاحتمال أيضاً، مع بداية تبلور القطب الآخر السني بسيطرة طالبان في أفغانستان، وهو الأمر الذي أرى أنه ترتيب أميركي بامتياز”.

ولكن حسن عبد العظيم وهو المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا، يرى أن “النظام السوري وحلفائه يحشدون الآليات والمدرعات بهدف الحسم الميداني.”

وأعرب في حديث لنورث برس، عن اعتقاده أن “الحسم مستحيل رغم دعم الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له وغياب الدعم الروسي، ووجود الفيلق الخامس واللواء الثامن من أبناء درعا والمناطق المجاورة لها”.

وفي وقت سابق من اليوم، قال باحث سياسي عراقي، إن التدخل الإيراني في سوريا يعود لاهتمام طهران في ذلك البلد، حيث لا يكتمل هلالها الشيعي دون تواجدها هناك وكذلك في العراق.

وأضاف محمد ديرشوي وهو باحث سياسي يقيم في دهوك بإقليم كردستان العراق، لنورث برس: “التدخل الإيراني ليس بالشيء الجديد أو السري حيث شدد مسؤولون إيرانيون وتبجحوا بسيطرتهم على عواصم متعدد بالشرق الأوسط من بينها دمشق”.

إعداد: ريتا علي ـ تحرير: محمد القاضي