نازحون في إدلب يحولون سياراتهم لمسابح متنقلة للأطفال في المخيمات
إدلب – نورث برس
وجد الطفل سامر العرنوس (10 أعوام) وهو نازح من ريف معرة النعمان الشرقي، جنوبي إدلب، ويسكن في مخيم ببلدة كللي بريف إدلب الشمالي في المسبح المتنقل فرصة لاستعراض مهارته في السباحة أمام أصدقائه الذين تعلو أصوات ضحكاتهم ومرحهم في المسبح، إلى جانب شعورهم بالانتعاش في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ومؤخراً، أطلق نازحون في مخيمات إدلب مبادرة المسابح المتنقلة، حيث وضعوا قطعة من النايلون في الصندوق الخلفي لسياراتهم وقاموا بتعبئتها بالمياه ليتسنى للأطفال السباحة فيها.
واستفاد “العرنوس” مع أصدقائه من المبادرة، إذ تخفف عنهم وطأة الحر في ظل افتقار بعض الخيم لوسائل التبريد وشح المياه.
ويستمر فواز العبد الله (42 عاماً) وهو نازح من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي إلى مخيم كللي، وصاحب إحدى السيارات التي حولها لمسبح، بالتنقل بين الخيام منذ وقت الظهيرة حتى غروب الشمس ويقوم بتنظيم الدور للأطفال حسب العمر مع تحديد وقت معين لكل منهم.
ويقول “العبد الله” إنه قام بهذه المبادرة لتخفيف حر الصيف عن الأطفال في المخيم، وتسليتهم وإتاحة الفرصة أمامهم لممارسة هواية السباحة، وخاصة أن الحرب المستمرة منذ سنوات حرمتهم من الترفيه واللعب.
ويشير إلى أنه اقترح فكرة إنشاء مسبح في مخيم كللي، “لكن مالك الأرض رفض ذلك”.
ويجدد “العبد الله” المياه بشكل يومي على نفقته الخاصة، وذلك “لحماية الأطفال من الإصابة بأمراض جلدية”، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
وعبرت عبسية المصطفى (35عاماً) وهي نازحة من مدينة سراقب جنوب شرقي إدلب، ووالدة لخمسة أطفال، عن سعادتها من فكرة المسبح المتنقل، وخاصة أن النازحين لا يملكون أي حلول سوى الجلوس في ظلال الأشجار ووضع مناشف مبللة على رؤوس الأطفال لتخفيف حرارة الصيف عنهم.
وأشارت إلى أنه ومع قلة المياه وارتفاع درجات الحرارة، تتفاقم معاناتهم أكثر في ظل احتياجهم لاستهلاك كميات أكثر من المياه.
ومنذ أشهر، أوقفت منظمات عاملة في شمال غربي سوريا الدعم عن مشاريع تأمين المياه في عشرات المخيمات على الحدود السورية التركية، الأمر الذي أجبر النازحين على شرائها من الصهاريج بأسعار قالوا إنها “مرتفعة” في ظل الوضع المعيشي “المتردي”.
وبحسب فريق منسقو استجابة سوريا، العامل في المنطقة، فإن أكثر من 300 مخيم منتشر في مناطق كللي ومعرة مصرين وكفريحمول ومحيط إدلب وأطمة وقاح دير حسان، تعاني من انقطاع مياه الشرب.
وبحسب منسقو استجابة سوريا، هناك 1489 مخيماً في شمال غربي سوريا، ووصل عدد الأطفال في المخيمات إلى 680.744 طفلاً حتى الثالث من الشهر الجاري.
ولم يتمكن جميل الأكرم (39عاماً) وهو نازح من قرية حاس إلى مخيم على أطراف مدينة حارم، شمال إدلب، من أخذ أطفاله إلى مسبح خاص، بسبب ارتفاع أجرة المسابح والتي تصل إلى 100 دولار أميركي يومياً.
وقال إن المسبح المتنقل رغم تواضعه وفر عليه “التكاليف الباهظة”، وخاصة أن أصحاب المبادرة لا يتلقون أي مبالغ مالية مقابل سباحة الأطفال.