مراجعون في فرع الجوزات بحلب: الازدحام يعكس ازدياد عدد الساعين للهجرة
حلب- نورث برس
لم يتمكن عبد الباسط الشحرور (55 عاماً) من إنهاء معاملة تجديد جواز سفره في مبنى فرع الهجرة والجوزات في مدينة حلب، شمالي سوريا، رغم قدومه منذ ساعات الصباح الباكر، وذلك بسبب الازحام في الدائرة.
ورغم أن المراجعين يتفقون على أن للتعقيدات الروتينية وعرقلة المعاملات طلباً للرشاوى دوراً في الازدحام، إلا أن معظمهم يلاحظ أن عدد طالبي جوازات السفر ازداد هذه الأيام.
وبحسب موظف في الهجرة والجوزات في حلب، يراجع نحو خمسة آلاف شخص الفرع يومياً للحصول على جوازات سفر.
يقول ” الشحرور”، وهو من سكان حي الأكرمية في مدينة حلب، إنه وصل المبنى في السابعة والنصف صباحاً، وإنه سبق مع مراجعين آخرين ضباط وعناصر شرطة فرع الجوازات، ” لكن دون جدوى”.
وأضاف أن كثرة المراجعين يأتي وسط “تعقيدات كثيرة وغير منطقية، فتضطر للوقوف أمام أي كوة تحتاج لتوقيع موظفيها لمدة قد تتجاوز ساعة كاملة”.
وعام 2010، عاد “الشحرور” إلى سوريا بعد عمله في دولة الإمارات لسنوات، “وخلال سنوات الحرب وبالرغم من المخاطر الأمنية الكبيرة، فضلت البقاء والعمل في البلد”.
ويقول مراجع آخر إن مشهد المتزاحمين أمام الغرف والكوى لتسيير معاملات الجوازات يشعرك أن كل من في البلاد يفرون منها.
وفضل أيمن قبانجي (74 عاماً)، وهو من سكان المدينة، دفع مبلغ مالي لمعقب معاملات لتخفيف الجهد، وللحصول على جواز سفر بشكل مستعجل.
يقول إنه اضطر لذلك وسط هذا الازدحام ومع كبر سنه، حتى يسافر إلى أشقائه في السعودية ويشاركهم العمل هناك.
وأخبر معقب المعاملات الذي تربطه علاقات جيدة مع ضباط فرع الهجرة والجوازات “قبانجي” أنه سينهي معاملته خلال يومين بدلاً من انتظار 40 يوماً، وذلك لقاء 200 دولار أميركي.
وما يزال على الخمسيني عبد الباسط الشحرور انتظار أن ينادي شرطي آخر اسمه هذا اليوم ليخطف معاملته مسرعاً نحو كوة جديدة.
يقول الآن إن الوضع المتفاقم وغياب أي حلول حكومية للأزمات والنقص الحاد لكل مقومات الحياة، “دفعتني إلى اتخاذ قرار الهجرة مجدداً، وربما لن أعود لسوريا إلا كزائر”.