القامشلي – نورث برس
أثارت سيطرة حركة طالبان على كامل الأراضي الأفغانستانية، ردود فعل دولية تجاه الأحداث الأخيرة في أفغانستان، كما انعكست على تحركات الدبلوماسيين الأجانب في العاصمة الأفغانية.
وسيطرت حركة طالبان على أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عاماً على الإطاحة بها من قبل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة.
وأدى قرار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، إلى تقدم طالبان بوتيرة أسرع وبالتالي سيطرتهم على جميع المدن الرئيسية، بما في ذلك العاصمة كابل.
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين، أنّ “الولايات المتّحدة لن تعترف بأي حكومة تقودها حركة طالبان في أفغانستان إلا إذا احترمت الحركة حقوق الأفغانيين وخاصة النساء ورفضت توفير ملاذ للإرهابيين”.
ولكن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف، أعلن عن أن “موسكو مستعدة للعمل مع الحكومة الانتقالية التي ستتشكل في أفغانستان”.
وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية “تاس”، إن “بلاده دعمت دائماً الحكومة الانتقالية في أفغانستان، ولذلك ستعمل مع الحكومة المرتقبة.
ولدى سؤاله عمّا ما إذا كانت روسيا ستعترف بحركة طالبان باعتبارها حكومة شرعية في أفغانستان، قال كابولوف: إن “بلاده لم تعترف بعد بذلك”. وشدّد على أن “كل شيء له وقته”.
بدوره، وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن “سفارة بلاده في العاصمة الأفغانية ستواصل أعمالها”.
وقال تشاووش أوغلو في تصريح لوكالة “الأناضول”، إن “تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة بخصوص بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان”.
وشدد تشاووش أوغلو على أن “بلاده تتواصل مع جميع الأطراف منذ بداية توسع حركة طالبان في البلاد، وأن هذا التواصل ما زال مستمراً”.
وأغلقت ألمانيا سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل. وقالت الخارجية الألمانية في بيان: إن “الوضع الأمني في أفغانستان تردى بشكل مأساوي”.
وناشدت الوزارة جميع المواطنين الألمان هناك بمغادرة البلاد.
وقالت المستشارة أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحفي في برلين أمس الاثنين، إنّ “التدخل الغربي في أفغانستان لم يحقق النجاح المأمول”.
وأشارت المستشارة الألمانية إلى أن “حركة طالبان استعادت مجدداً كل أفغانستان تحت سيطرتها، وهذا تطور مؤلم وفظيع”.
وأضافت المستشارة وفق ما أفاد مشاركون في اجتماع لهيئة رئاسة حزبها المسيحي الديمقراطي، أن “مسؤولية الانسحاب العسكري الغربي من أفغانستان تقع على عاتق الولايات المتحدة. لطالما قلنا إننا سنبقى أيضاً إذا بقي الأميركيون”.
أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن “بلاده ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني، في مقدمتهم أفراد الدعم الأفغاني وعائلاتهم الذين كانوا يعملون لصالح كندا في أفغانستان”.
وأدان ترودو في تصريح للصحفيين، العنف الحاصل في أفغانستان وشدد على أن كندا ستواصل دعم الشعب الأفغاني”.
أعربت إيران، التي تشترك في حدود بطول 921 كم مع أفغانستان، عن قلقها إزاء تطور الوضع الأمني في أفغانستان، خلال الأيام الأخيرة، مع التشديد على أن دبلوماسييها في أمان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الأحد الماضي، إن “السفارة الإيرانية في كابل تم تقليص عدد الموظفين فيها، بسبب الأحداث الجارية”.
وأشار زاده، إلى أن “إيران حافظت على اتصالات مع كل من الحكومة الأفغانية وطالبان، ودعتهما مراراً وتكراراً إلى تشكيل حكومة شاملة في كابل”.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: إن “العنف والحرب مثل الاحتلال لا يحلان المشاكل أبداً. مستعدون لمواصلة جهود إرساء السلام”.
من جانبها، دعت دولة قطر إلى “وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كامل الأراضي الأفغانية، وضرورة العمل عاجلاً على انتقال سلمي للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة بالبلاد”.
وقال بيان للخارجية القطرية إن “الدوحة تتابع عن كثب التطورات المتسارعة للأوضاع في العاصمة كابل، وتدعو إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الأفغانية”.
وشددت على “ضرورة العمل عاجلاً على انتقال سلمي للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانية وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد”.
كما وأشار البيان إلى “ضرورة ضمان سلامة المدنيين في كافة الأراضي الأفغانية”.
وأشارت الإمارات العربية المتحدة إلى أنها “تتابع التطورات الأخيرة في أفغانستان الشقيقة، وتدعو لتحقيق الاستقرار والأمن بشكل عاجل”، بحسب بيان لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وأعربت الوزارة عن أملها “في أن تعمل الأطراف الأفغانية على بذل كافة الجهود لإرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية في البلاد، بما يلبي آمال وتطلعات شعبه الشقيق”.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، أمس الاثنين، أنها “تتابع بـاهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان، آملة في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت”.
ودعت السعودية حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية، إلى “حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات”.
وشددت السعودية على “وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد”.