أعزاز- نورث برس
اعتبر زهير الأحمد، وهو اسم مستعار لطبيب يعمل في مشفى أعزاز الوطني بريف حلب الشمالي، أن القرار التركي الذي صدر مؤخراً بحق الطبيب أخصائي القلبية عثمان حجاوي، “انتهاك تركي مجحف”.
وفي السادس من الشهر الجاري، أصدرت رئاسة فرق العمل السورية التابعة لولاية كلس التركية، قرار فصل “حجاوي” من مشفى مارع بريف حلب الشمالي ومنعه من مزاولة عمله في جميع المشافي الموجودة في المنطقة، التركية منها أو المدعومة من المنظمات الإنسانية.
ولا يسلم القطاع الطبي ولا الدوائر التي يرتبط عملها بمنظمات إنسانية من الانتهاكات التركية في الأراضي السورية التي تسيطر عليها أنقرة والفصائل الموالية لها.
وأرجع القرار التركي سبب الفصل إلى تغيب “حجاوي” عن مناوبته وتعامله غير الجيد مع المرضى.
لكن أطباء في مشفى مارع قالوا، عبر بيان موجه لإدارة المشفى بعد يوم من صدور قرار الفصل، إن النقاط التي وردت في نص القرار “غير صحيحة”.
ووصف بيان الأطباء القرار بأنه “فصل تعسفي”.
وبحسب مصادر محلية، فإن قرار فصل “حجاوي” جاء بسبب تضامنه مع طبيب يدعى رافي العلوان، حيث تعرض الأخير “للإهانة” من قبل ممرض تركي يعمل في مشفى مارع.
وهو ما أكده بيان الأطباء الذي أشار إلى أن “الطبيب حجاوي لم يرض أن يقوم ممرض بإهانة طبيب”.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الممرض التركي له سوابق متكررة في “الإساءة لكامل كادر المشفى من أطباء وممرضين وحتى مستخدمين عاملين ضمن المشفى من باب التكبر والإهانة”.
وأشار “الأحمد” إلى أن الاستمرار في الصمت لما يفعله الأطباء والممرضون الأتراك في مشافي المنطقة سيضر الجميع وربما ينال هو أو غيره من الأطباء ما ناله الطبيب عثمان “في حال لم نرفض القرار جملة وتفصيلاً”.
وخلال الأيام الماضية، أثار القرار غضباً واسعاً في مارع، وشهدت المدينة احتجاجات من سكان وعاملين في مشفى مارع احتجاجاً على فصل الطبيب.
ويعمل مجموعة من أطباء وممرضين أتراك في عدة مشاف في مناطق بريف حلب الشمالي، كانت الحكومة التركية قد أنشأت بعضها ورممت البعض الآخر.
ومن بين المشافي التي تم إنشاؤها وترميمها مشافي أعزاز ومارع والراعي والباب وغيرها من المشافي التابعة للمنظمات التركية والدولية التي تديرها تركيا، فضلاً عن النقاط الطبية في تلك المناطق.
ويرى سكان أن هدف تركيا من فرض مؤسساتها الخدمية والتعليمية في مناطق المعارضة هو السيطرة بشكل مطلق على الأراضي السورية الخاضعة لسيطرتها.
وتسيطر القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها على مناطق جرابلس وإعزاز والباب وعفرين بريف حلب الشمالي، وسري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في ريفي الحسكة والرقة، بالإضافة لغالبية مناطق إدلب.
وترفع القوات التركية العلم التركي فوق العديد من المقرات والهيئات الحكومية في مناطق سيطرتها، وتكتب أسماء هذه الدوائر باللغتين التركية والعربية.
ودعا “الأحمد”، أطباء مشفى مارع للاحتجاج في “حال استمرت السلطات التركية بمعاقبة الطبيب عثمان”.