محلل أميركي لنورث برس: معنويات المتطرفين حول العالم مرتفعة بعد أحداث أفغانستان
واشنطن- نورث برس
رأى محلل استراتيجي أميركي، الأحد، أن معنويات الجماعات الجهادية المتطرفة حول العالم ارتفعت للغاية بعد تقدّم طالبان ووصولها للقصر الرئاسي في أفغانستان، ما سيجعل واشنطن تواجه تحديات غير متوقعة.
وقال محلل الشؤون الاستراتيجية الأميركي باول رايان، إن الأمر في أفغانستان انتهى مع مغادرة الرئيس أشرف غاني، معتبراً أن تجديد محادثات الدوحة المقبلة لن يأتي بأي جديد بعد أن هربت الحكومة الأفغانية التي لن يكون في وسعها تغيير الوضع على الأرض.
وأضاف لنورث برس أن “حركة طالبان عرفت كيف تتحرك وتجهز نفسها بالتزامن مع الخروج الأميركي حيث كانت مستعدة تماماً للحظة الانسحاب الحاسمة”.
ومع دخول طالبان اليوم رسمياً الى العاصمة كابل ووصولها الى القصر الرئاسي ورفع علمها عليه، أعلنت الولايات المتحدة عن مغادرة القائم بأعمال سفارتها من الأراضي الأفغانية.
واستمرت عمليات إجلاء المواطنين الأميركيين بالإضافة لمساعدة مواطنين أفغان تعاونوا مع الولايات المتحدة على الخروج من البلاد.
ويعتقد “رايان” أن ” طالبان تمكنت من اللعب السياسي والعسكري بالشكل الصحيح، ما ينبئنا بأنها تتحضّر لصياغة الوضع في البلاد وفقاً لما يحلو لها دون الكثير من الاستجابة لإملاءات خارجية .
ويتوقع محلل الشؤون الاستراتيجية أن يكون هناك “موجات” من التشدد والاضطهاد للشعب الأفغاني وخاصة النساء والأطفال على غرار ما كان يحصل في منتصف التسعينات.
لكنه رأى أن من الممكن أن تحاول طالبان الحفاظ على حد أدنى حد من التوازن لتحقيق بعض المكتسبات من المجتمع الدولي
وأشار باول رايان إلى أن عملية الانتقال السلمي التي تتحدّث عنها طالبان تحدث بسبب هرب الحكومة الأفغانية وقوات الأمن والشرطة الأفغانية، “ولو كانت الحكومة مستعدة للقتال لتقدّمت طالبان بالقوة العسكرية”
من جانب آخر، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعضاء الكونغرس عن التزام الولايات المتحدة باستمرار حماية وتأمين مطار كابل.
لكن باول رايان يرى أن الولايات المتحدة تركّز اليوم على حماية أمنها القومي من تبعات حالة الانهيار الأمني في أفغانستان، بالإضافة للإيفاء بتعهّداتها للمواطنين الأفغان الذين عملوا معها،
وقال إن خطط واشنطن طويلة الأمد تغيب عن الملف الأفغاني، خاصة أن طالبان تعتزم إعلان الإمارة الإسلامية مرة أخرى في البلاد.
رغم ذلك، يعتقد المحلل الاستراتيجي الأميركي أن ما يتم الترويج له على أنه انتصار لطالبان على الولايات المتحدة سيجعل واشنطن تواجه تحديات غير متوقعة وتتجاوز حدود أفغانستان.