أسعار الخضروات تعاود ارتفاعها في الحسكة بعد انخفاض دام لشهرين

الحسكة – نورث برس

عادت أسعار غالبية الخضراوات الصيفية وبعض أنواع الفواكه من الإنتاج المحلي للارتفاع إلى نحو ضعفين في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا منذ بداية الشهر الجاري، وذلك بعد انخفاض ملحوظ دام نحو شهرين.

وخلال الشهرين الماضيين، ساهم الإنتاج المحلي بحسب تجار وسكان في انخفاض كبير لأسعار الخضراوات وهو ما أثر “إيجاباً” على قدرة شراء ذوي الدخل المحدود.

 ويرجع مزارعون وأصحاب محلات بيع خضراوات سبب الارتفاع الأخير إلى قلة الإنتاج وتراجعه.

وتنتشر زراعة الخضروات الصيفية في مناطق شمال الحسكة، بنسبة كبيرة وجنوبها بنسب أقل وخاصة البندورة والخيار والباذنجان والكوسا والبطيخ وغيرها.

ووصل سعر الكيلوغرام من البندورة إلى أكثر من 800 ليرة سورية، بعدما كان سعرها نحو 350 ليرة، في حين يباع الكيلوغرام من الخيار بألف ليرة، بعدما كان بحوالي 400 ليرة.

فيما ارتفع سعر الكيلوغرام من الباذنجان من 400 ليرة إلى 650 ليرة.

وقبل طرح الإنتاج المحلي في الأسواق، شهدت أسعار الخضراوات “ارتفاعاً كبيراً”، حيث اعتمدت الأسواق المحلية في الحسكة على استيراد الخضراوات والفاكهة من إيران والأردن والعراق عبر إقليم كُردستان العراق بالدولار، نتيجة إغلاق المعابر مع مناطق حكومة دمشق.

ومنذ الحادي والعشرين من آذار/ مارس الماضي، وضعت حكومة دمشق قيوداً على حركة التجارة في ثلاثة معابر تربط مناطق سيطرتها مع مناطق الرقة ومنبج والطبقة.

وتربط مناطق الإدارة الذاتية مع مناطق سيطرة حكومة دمشق، ثلاثة معابر رئيسة، وهي معبر التايهة في منبج ومعبر الطبقة غرب المدينة ومعبر العكيرشي شرق الرقة.

ويشتكي صالح العلي (41عاماً) وهو من سكان حي الغزل بالحسكة من ارتفاع الأسعار التي “لا تتناسب” مع دخله اليومي.

ويقول “العلي” الذي يعمل سائقاً على دراجة نارية إن يوميته لا تتجاوز سبعة آلاف ليرة في ظل تراجع عمله وأنه يجد صعوبة في تأمين احتياجات عائلته المؤلفة من سبعة أفراد من الخضراوات.

ويضيف: “ما زلنا في الموسم الصيفي والأسعار ارتفعت لأضعاف، كيف سيكون الوضع مع حلول فصل الشتاء؟”.

لكن أحمد محمود (53عاماً) وهو مزارع من ريف الدرباسية، شمال الحسكة، يقول إن الإنتاج خلال العشرة أيام الأخيرة تراجع وسط استمرار ازدياد الطلب.

وأرجع المزارع تراجع الإنتاج إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية وتأثيرها على المحاصيل، إلى جانب الامراض التي تصيبها، وغيرها من الأسباب.

ويشير إلى أن أسعار الإنتاج المحلي من الخضراوات تبقى أقل مقارنة مع المستورد الذي يتم حساب قيمته بناء على سعر صرف الدولار.

ويبدو أن كلام المزارع لا يلقى صداً إيجابياً لدى يونس عسكر (56عاماً) وهو من سكان حي الصالحية في الحسكة، إذ رأى أن الأسعار يجب أن تبقى منخفضة تستمر حتى نهاية الموسم الصيفي.

ويشير هو الآخر إلى أن الارتفاع الأخير أثر على القدرة الشرائية لذوي دخل محدود، “يحتاج العامل لنحو 20 ألف ليرة لتأمين مستلزماته من الخضار والفاكهة في حين أن دخله اليومي لا يتجاوز 5000 ليرة سورية”.

إعداد: جيندار عبد القادر- تحرير: سوزدار محمد