تحرير الشام تحتكر المزروعات وتمنع سكاناً غرب إدلب من تحضير المؤونة

إدلب- نورث برس

امتنعت صفاء نوار (35عاماً) وهو اسم مستعار لنازحة في مدينة الدانا شمال ادلب، شمال غربي سوريا، عن تحضير  مؤونتها الشتوية هذا العام من البصل والمخلل والملوخية بسبب ارتفاع أسعارها للضعف خلال الآونة الأخيرة.

وفي العاشر من تموز/ يوليو الماضي، أصدرت حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام، قراراً يقضي بمنع دخول الشاحنات المحملة بعض المنتجات الزراعية من ريف حلب الشمالي إلى مناطق نفوذها في إدلب.

وشمل القرار الملوخية والبصل والبطاطا والخيار والكوسا والجبس والفليفلة، وتم تحديد تاريخ منع دخول كل مادة وتاريخ الانتهاء.

وشهدت إدلب وبالتزامن مع صدور القرار، ارتفاعاً في أسعار المنتجات الممنوعة من الدخول، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام من الملوخية من ليرة تركية إلى ليرتين، في حين وصل الكيلوغرام من البطاطا إلى ثلاث ليرات تركية بعدما كان  يباع بليرة ونصف.

كما وصل سعر كيس البصل إلى ما يقارب 20 ليرة تركية، بعد أن كان يباع بعشر ليرات.

وتقول “نوار” إن القرار حرمها وعدد من جاراتها من تحضير المؤونة نتيجة ارتفاع أصناف القوائم الممنوعة إلى الضعف.

وفي الحادي عشر من أيار/ مايو الماضي، أصدر معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا قراراً يقضي بمنع استيراد البصل اليابس والثوم والبطاطا والكوسا والخيار والجبس والبندورة.

ومنع القرار دخول كل من البصل اليابس والثوم والبطاطا، من بداية حزيران/ يونيو الماضي وحتى نهاية تموز/ يوليو الماضي.

 كما تم تحديد تاريخ منع دخول الكوسا والخيار والجبس، من بداية حزيران/ الماضي وحتى نهاية آب/ أغسطس الجاري، بالإضافة للبندورة والتي تم منع استيرادها من بداية تموز/ الماضي وحتى الشهر الجاري.

وقال مزارعون لنورث برس فضلوا عدم نشر اسمهم، إن القرار جاء بالتزامن مع بدء قطاف الخضراوات الموسمية في منطقة سهل الروج غرب إدلب، إذ أن هذه المحاصيل تتبع لقيادات من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومزروعة بكميات كبيرة من البطاطا والملوخية والبصل والجبس.

وأضافت المصادر أن القرار أتاح لهم التحكم بالأسعار وفقاً “لما يخدم مصالحهم”، على حد تعبيرهم.

ولاقى القرار موجة من السخرية والسخط الشعبي بين سكان، وخاصة بعد أن شهدت أسواق إدلب تعديلات جديدة على اللوائح التسعيرية.

وفي تصريح لوسيلة إعلامية معارضة، برر أحمد الحمود، المدير العام للزراعة في حكومة الإنقاذ قرار المنع بأنه يصب في مصلحة المنطقة بشكل عام على المدى المتوسط والبعيد، نتيجة التشجيع على الزراعة، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لكثير من الناس”.

وأضاف حينها: “تم منع دخول عدة أصناف من الخضروات نتيجة توفرها في مناطق حكومة الإنقاذ، وذلك دعماً للمنتج المحلي واستمرار المزارع بالزراعة بعد حصوله على هامش ربح بسيط”.

وكان إبراهيم عيسى (42 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من ريف حماة الشمالي، يأمل أن يتمكن من تحضير مؤونة هذا العام بعد انقطاعه عامين عن تحضيرها، إلا أن القرار حال دون ذلك.

ويعتقد “عيسى” أن جميع قرارات حكومة الإنقاذ تصب في مصلحتها، حيث “تكسب مرابح طائلة على حساب السكان الذين يعانون من ظروف معيشية واقتصادية مزية”.

وفي وقت سابق من شباط/ فبراير الماضي، قالت مصادر مطلعة، لنورث برس إن “هيئة تحرير الشام تعمل على أخذ نسبة من أرباح التجار العاملين في إدلب، وهو ما يبرر ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية”.

وأضافت المصادر حينها، أن “التجار في إدلب هم من يضعون الأسعار بما يخدم مصالحهم دون أي ضوابط من الجهات الرقابية التابعة لحكومة الإنقاذ”.

وأشارت إلى أن “حكومة الإنقاذ تعمل على تسهيل عملهم، لتحقق أرباحاً طائلة مع التجار، متجاهلين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعصف بالسكان”.

ويعمل الرجل الأربعيني بأجرة يومية لا تتعدى 30 ليرة تركية، إذ تمكن من ادخار مبلغ من المال يمكنه من شراء مستلزمات المؤونة، لكنه الآن يحتاج إلى ضعف المبلغ المدخر، “وهو مالا قدرة لي عليه”.

إعداد: قيس العبدالله- تحرير: سوزدار محمد