السويداء – نورث برس
ازدادت في مدينة السويداء، جنوبي سوريا، منذ أشهر، أعداد سيارات معروفة باسم “نفاذ”، وهي مركبات غير مسجلة قانونياً يتم إدخالها من لبنان عن طريق الفصائل الموالية للحكومة وأشخاص متنفذين.
ويتم تسجيل الحوادث التي تتسب بها هذه السيارات ضد مجهول، بحسب عناصر في شرطة المرور، حيث أنها لا تحمل لوحات ولا تتقيد بقواعد المرور، ولا تتمكن الشرطة من إيقافها أو تتبعها أو تنظيم ضبوط بحقها.
وشهدت عدة مناطق في سوريا منذ بداية الحرب في سوريا وفقدان سيطرة الحكومة عليها إدخال مركبات مختلفة بأعداد كبيرة عن طريق تجار ومهربين.
ويقل ثمن هذه المركبات عن تلك التي تخضع للضرائب الجمركية الحكومية، كما أن العديد منها غير معروفة المصدر، ويتم تسجيلها إما لدى السلطات المحلية في تلك المناطق، أو أنها تبقى دون تسجيل أو لوحات مرورية.
وتصادر الحكومة عادة هذه المركبات وتمنع تواجدها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إلا أنها تغض النظر عن سائر المخالفات التي يقوم بها متنفذون أو مقربون من الأفرع الأمنية.
مهام أمنية
وقال مسؤول حكومي في دائرة النقل الحكومية بالسويداء، اشترط عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن السيارات والمركبات المهربة من لبنان تحت مسمى “نفاذ”، أحدثت ازدحاماً مرورياً خانقاً في المدينة.
وأضاف لنورث برس أن حزب الله اللبناني هو المسؤول المباشر عن إدخال تلك السيارات إلى السويداء، بغرض الإتجار بها أو تنفيذ مهام أمنية، ونقل ممنوعات بها.
وقال محمود السالم (٤٧ عاماً)، وهو اسم مستعار لموظف في إدارة المرور في السويداء، لنورث برس، إن عدد تلك السيارات غير القانونية بلغ ٢٥٠ سيارة دخلت منذ مطلع العام الحالي، فيما بلغ عددها الكلي خمسة آلاف مركبة.
وأشار إلى أنه، خلال الأشهر الستة الماضية فقط، سجلت شرطة مرور السويداء ٧٧ حادثة مرورية (بين حالات دهس لسكان واصطدام) ضد مجهولين، إذ لاذ سائقوها بالفرار دون إمكانية مقاضاتهم.
وذلك لعدم حمل السيارات لوحات رقمية ترشد الشرطة لأصحابها، لأنها غير مسجلة في دائرة النقل الحكومي وإدارة المرور.
وأضاف “السالم” أن “تلك السيارات يستخدمها أشخاص امتهنوا الخطف والسلب وتهريب المخدرات والسلاح”.
“وتعود ملكية القسم الأكبر منها لعناصر أو قادة فصائل محلية تتبع للأجهزة الأمنية”، بحسب الموظف.
أوامر بالتغاضي
ورغم عدم وجود أي قانون أو قرار رسمي معلن يعلل تواجد هذه المركبات في مناطق سيطرة الحكومة، يؤكد “السالم” صدور تعميم أمني من مسؤولين في دمشق يقضي بعدم اعتراض تلك السيارات في الوقت الحالي.
وقال سليم كاتبة (٤٤ عاماً)، وهو اسم مستعار لشرطي مرور، إن بعض سائقي هذه السيارات يقودون بسرعات جنونية دون أدنى مسؤولية أو احترام لإشارات المرور، كما أن غالبية زجاجها من نوع “المفيّم” الذي يمنع معرفة من بداخلها.
وأشار إلى أنه لا يمكن لشرطة المرور إيقاف تلك السيارات حتى لو ارتكبت مخالفات، لأن التوجيهات المرسلة لهم تقضي بالتغاضي عنها.
وبحسب الشرطي، فإن قائد فصيل مسلح يعمل تحت حماية مسلحي حزب الله اللبناني يملك موكباً من تلك السيارات في السويداء، وقام باستصدار بطاقات تسوية وأوراق لسياراته الداخلة من لبنان ممهورة من قبل الأمن العسكري.
وقال “كاتبة” إن جميع تلك السيارات التي تسير بدون لوحات ليست محمية من المخالفات فحسب، “بل يُمنع توقيفها تحت أي ظرف”.