نقص الخبز يفجر احتجاجاً في الساحل السوري

دمشق- نورث برس

أشعل محتجون أمام أحد الأفران بريف جبلة جنوب اللاذقية على الساحل السوري، مساء أمس الأربعاء، إطارات وعلت أصواتهم مطالبين بإلغاء آلية “توطين الخبز”، وذلك بعد عدم تمكنهم من الحصول على مخصصاتهم.

وقال أحد المحتجين في قرية ديرين بريف جبلة، في اتصال مع نورث برس عبر تطبيق واتس آب، إن الاحتجاج بدأ عقب عدم تمكن سكان من الحصول على مخصصاتهم من الخبز ليوم الخميس، “رغم أنه يليه يوم عطلة، ما يعني بقاءهم بلا خبز طوال يومين”.

وأضاف أن “بعض المتجمهرين أشعلوا إطارات في المكان للفت الأنظار إلى مشكلتهم، وطالب آخرون بأصوات عالية الحكومة بإلغاء توطين البطاقة الذكية والتراجع عن تقنين عدد الأرغفة للأشخاص والعائلات”.

ومنذ مطلع العام الحالي، أصدرت الحكومة السورية سلسلة قرارات تخص آلية توزيع الخبز ورفع أسعاره وتقنينه وسط تفاقم النقص في الكميات المنتجة وازدياد شكاوى السكان في المناطق التي تسيطر عليها.

وفي التاسع عشر من تموز/ يوليو الماضي، بدأت الحكومة السورية بتطبيق “توطين الخبز” عبر البطاقة الذكية في محافظات حماة وطرطوس واللاذقية.

 وتقضي الآلية بتقنين عدد الأرغفة وتحديد معتمد معين لكل مجموعة، ما يدفع صاحب الفرن المعتمد لإتلاف أي مخصصات تبقى لديه بسبب عدم تواجد أصحابها في المكان وقت التوزيع، وذلك رغم نقص الكميات ومطالبة آخرين باحتياجاتهم.

ويعيد معتمدون محليون هذا الأمر للتشدد في آليات تطبيق البطاقة الذكية التي قد توصل المعتمد للسجن في حال مخالفته لقوانين نظام التوطين.

وذكر المشارك في الاحتجاج أن مديرَي المنطقة والناحية في جبلة وصلا إلى مكان التجمع، “وتحدثا للسكان الغاضبين عن تفهمهم لمشاعر الغضب لديهم، وسمحا لصاحب الفرن بتوزيع الخبز الزائد عليهم.”

وقال مصدر آخر في قرية ديرين إنه يعلم، رغم عدم تواجده أثناء الاحتجاج، أن القرية تضم “عائلات يقتصر طعامها على الخبز الحاف، وهنالك من يعجز عن شراء الخبز بسبب الفقر المدقع الذي وصلت إليه أحوال الناس”.

ولاقى خبر التظاهرة على حسابات شخصية وصفحات محلية في موقع فيسبوك الكثير من ردود الفعل المؤيدة.

وقال مدير مؤسسة الحبوب السابق ماجد حميدان، في تعليق له على الأمر: “يجب محاسبة البرازي ومعاونيه جمال شعيب ورفعت سليمان، لأنهم عملوا على استفزاز المواطنين بقضية الخبز منذ بداية العام  حتى الآن..”.

وصباح الخميس، ألغى عمر سالم، وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة دمشق، قرار توطين الخبز، مع الإبقاء على عدد نقاط البيع (المعتمدين) وزيادة مخصصات الخبز للسكان مع التنفيذ الفوري.

وذكر الوزير على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، أنه “يمكن للمواطن شراء مخصصاته من أي مركز أو معتمد”.

واعتبر “سالم” أن قرار توطين الخبز “خزعبلات أدت إلى إرباك الناس في المحافظات التي طبق فيها”.

لكن الوزير عاد وألغى قرار الإلغاء، وقال إن التوطين ما يزال قائماً.

وعلل الأمر بعبارة: “احتراماً  للدستور الذي يمنع اتخاذ القرارات قبل أداء القسم”.

إعداد: ريتا علي- تحرير: حكيم أحمد