سياسيون سوريون: معارك درعا الأخيرة تظهر خلافات روسية إيرانية في المنطقة
درعا – نورث برس
قال سياسيون سوريون، الخميس، إن الأحداث الأخير في محافظة درعا جنوبي سوريا، تظهر خلافات سياسية وعسكرية بين إيران وروسيا يتم تصفيتها عبر وسطائهم في المنطقة.
وأمس الأربعاء، شهدت مدن وقرى في درعا، إضراباً عاماً بعد دعوة وجهها ناشطون محليون تضامناً مع درعا البلد وحي طريق السد ومخيمات النازحين التي تشهد حصاراً منذ أكثر من 47 يوماً تفرضه قوات حكومية وفصائل موالية لإيران.
ويتخلل الحصار عمليات قصف متقطعة، تستهدف خلالها القوات الحكومية الأحياء السكنية، في درعا البلد الأحياء المحيطة.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت إن 2500 شخص نزحوا في درعا بسبب أعمال العنف، بينما دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، كافة الأطراف إلى “التمسك بمبدأ حماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي”.
“فصائل احتلال”
وقال إبراهيم الجباوي وهو عضو هيئة التفاوض السورية، لنورث برس، إنه “لا توجد فصائل حالياً في درعا، إنما هناك فصيل واحد هو اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا تم تشكيله منذ عام 2018”.
وأعرب “الجباوي” عن اعتقاده في أن اللواء الثامن يعتبر الفصائل الإيرانية فصائل معادية له”.
وقال إن “الفصائل الإيرانية لها أغراض جيوسياسية وعقائدية أيضاً في المنطقة، وهي تسعى لاحتلال المنطقة من أجل السيطرة على الحدود الجنوبية”.
وأشار “الجباوي” إلى أن “العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حذر من التواجد الإيراني منذ عام 2000 ومن خطر الهلال الشيعي الذي يمتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى بيروت خوفاً من التفافه باتجاه الجنوب”.
وأضاف السياسي السوري، أن الفصائل المدعومة من إيران عملت على تغيير ديموغرافي في المنطقة من خلال العمل على نشر التشييع بين السكان، وخاصةً ضعاف النفوس منهم، الذين لجأوا إليها لأسباب متعددة منها المادية”.
“خلافات روسية ـ إيرانية”
وذكر الجباوي أن هناك “اتفاقيات بين الأردن وإسرائيل وأميركا من جهة وروسيا في جهة أخرى، حينما اجتاحت الفصائل المدعومة من إيران درعا عام 2018، على أن تكون هذه الفصائل والميليشيات بعيدة بمسافة لا تقل عن 80 كم عن الحدود مع الجولان المحتل أو مع الأردن”.
وأشار إلى أن روسيا “قد يكون لها مصلحة بتواجد هذه الميليشيات لتعزز القوات الحكومية من أجل السيطرة على الأرض.”
ولكن الذي حدث في الفترة الأخيرة، “ظهور خلافات روسية إيرانية حول كيفية إدارة المنطقة بما يتنافى طبعاً مع شروط اجتياح الجنوب في عام 2018″ وفقاً لـ”الجباوي”.
وأضاف عضو هيئة التفاوض السورية أن “الفصائل الإيرانية تمردت كثيراً وهي تتلقى تعليماتها من طهران ولا تقبل التدخل الروسي في عملها خاصة في محاولة اجتياح درعا، والحصار الذي فرضته على درعا، منذ أكثر من شهر ونصف”.
تعزيزات إيرانية
وطالب بيان صادر عن اجتماع لوجهاء عشائر درعا، عُقد في مدينة طفس بريف درعا الغربي، مؤخراً، بإيقاف تمدد الفصائل الموالية لإيران وحزب الله في الجنوب تحت أي مسمى وإطلاق سراح المعتقلين.
كما طالب “الضامن الروسي” بالالتزام بتعهداته والتحلي بالمسؤولية كضامن لاتفاق تسوية الجنوب ٢٠١٨.
وقال عدنان المسالمة الناطق الرسمي باسم اللجنة المركزية: “نسمع عن تعزيزات للفصائل المدعومة من إيران تصل إلى أطراف درعا البلد والأحياء المحاصرة، ولكن على أرض الواقع الفرقة الرابعة تعتبر أداة إيران في المنطقة”.
وأضاف: “نعلم أن هناك مشروعاً إيرانياً وكانت دائماً الفصائل الموالية لإيران هي التي تعطل أي اتفاق خلال الاجتماعات التي تمت بين اللجنة المركزية والقوات الحكومية”.
وأشار “مسالمة” في حديث لنورث برس، إلى أن “الجانب الروسي خلال بداية فترة الحصار وبداية المفاوضات كان يقف موقف المتفرج، لكن خلال الفترة الماضية دخل في ملف المفاوضات بشكل جدي”.
وحاولت روسيا الدخول على الخط كوساطة بين اللجان المركزية للتفاوض في درعا وبين اللجنة الأمنية التابعة للقوات الحكومية “لكنها لم تفلح حتى الآن لأن القوات الحكومية لم تعد تسيطر على تلك الفصائل”. وفقاً “للجباوي”.
وأشار إلى أن تلك الفصائل تتلقى أوامرها من طهران وليس من دمشق “وبالتالي كانت هناك صعوبة جداً في محاولة التفاهم بين الرؤية الروسية والرؤية الإيرانية بالنسبة للجنوب”.
ورعت روسيا عدة جولات من المفاوضات التي وصفها “الجباوي” بـ”الماراثونية” لكن بلا طائل، وحاولت الوصول إلى حل وسط يرضي الطرفين.
ولكن الفصائل الإيرانية بقيادة الفرقة الرابعة كانت دائماً ترفض وتصر على الاقتحام والتفتيش ونشر النقاط الأمنية وسحب السلاح وسحب العناصر المطلوبين والمتخلفين.
وأضاف السياسي السوري أن “كل هذه الشروط هي شروط تعجيزية كانت من أجل احتلال درعا وتغيير ديموغرافي فيها، وتهجير أهلها والتنكيل فيهم”.