فساد وسرقات وراء فقدان المواد الطبية في المشافي الحكومية بحماة

حماة – نورث برس

لم يكن وليد الخطيب (42عاماً) وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة حماة وسط سوريا،  يعلم عند إسعاف ابنه للمشفى الوطني في المدينة ، بعد إصابته نتيجة حادث مروري تعرض له الأسبوع الماضي، أن المشفى يفتقد الأدوات الطبية والأدوية اللازمة للإسعافات الأولية.

وبعدما تبين أن الطفل يحتاج لتجبير يده المكسورة، علم “الخطيب”، أنه يجب على المريض أن يأتي بالمواد اللازمة للمعالجة إلى المشفى بنفسه”.

فساد ورشاو

ويشتكي سكان مدينة حماة وسط سوريا الخاضعة لسيطرة الحكومة، من فقدان الادوية والمستلزمات الطبية في المشافي الحكومية وانتشار الفساد بين الموظفين.

ويعاني السكان من تقاعس الحكومة عن معالجة المشكلات التي تعاني منها المستشفيات الحكومية، الأمر الذي يُرغم الكثير من المرضى للتوجه للمشافي الخاصة رغم سوء أوضاعهم الاقتصادية.

ويضيف “الخطيب” أنه ترك طفله المصاب وحيداً، بينما ذهب للبحث عن كل الأدوية والأدوات الطبية المطلوبة في الصيدليات.

وتمكن بعد بحث من تأمين المواد الطبية المطلوبة لتجبير الكسر في يد الطفل، ليتفاجأ بطلب الممرض منه مبلغاً مالياً كـ”إكرامية”.

وتضم مدينة حماة مشفيين حكوميين، أحدهما عام والآخر مخصص للنساء والأطفال فقط.

وتقول مروة التيناوي (41 عاماً) إنها استغربت من طلب الطبيب المشرف منها “عبوة تخدير وسيرومات وأدوية وحتى سرنكات” من أجل إجراء عملية استئصال اللوزتين لابنها في المشفى الوطني.

وتتساءل  المرأة “منذ متى كان المرضى يجلبون عدة العمليات لمشفى عمومي، ومنذ متى نبحث في الصيدليات عن عبوات التخدير والحقن؟”.

وأضافت المرأة أنها لاقت صعوبة كبيرة في ايجاد كافة مستلزمات العملية.

 ويمنع على الصيادلة بيع مواد التخدير التي تستعمل في إجراء العمليات لغير المشافي والجهات الطبية، حتى بموجب وصفة طبية.

وحصلت “التيناوي” على المخدر بعد أن قامت بدفع مبلغ خمسة آلاف لممرض في المشفى ليقوم بتأمين المخدر بسعر 70 ألف ليرة، “من داخل المشفى نفسه”.

“واشتركت بدفع ثمنها مع مرضى آخرين، لأن العلبة الواحدة منه تكفي لأكثر من مريض”.

وتتهم المرأة موظفي المشفى بالفساد، “إذ كيف تكون المواد الطبية الأساسية مفقودة في المشفى، وعند دفع الرشاوى تصبح متوفرة، ليتم بيعها بأسعار مرتفعة دون وجود أي محاسبة أو رقابة؟”.

عدم اهتمام

ويقول فادي العرّابي (46عاما)، وهو والد طفلة مريضة، إنه قام بنقل طفلته التي ارتفعت حرارتها، من مشفى الأسد الجامعي لمشفى خاص، خوفاً على حياتها.

فبالإضافة لعدم وجود طبيب مناوب في المشفى بعد منتصف الليل، طلب منه الممرضون شراء سيرومات وأدوية في وقت متأخر كانت الصيدليات فيه مغلقة.

ويعزو صابر الطرقجي (39 عاماً)، وهو اسم مستعار لطبيب يعمل في المشفى الوطني بحماة، السبب الرئيس لفقدان المواد الطبية في المشفى، إلى “عدم اهتمام وزارة الصحة بالمشافي العامة”.

 “إضافة إلى الفساد الحاصل في المشافي نفسها بين عدد من الممرضين وأمناء المستودعات”، على حد قوله.

 ويقول الطبيب إن عشرات الشكاوى قدمت لقيام موظفين بسرقات، ولكن الوساطات والمحسوبيات لم تسمح بمحاسبتهم، ليستمروا بالسرقات والرشاوى على مرأى الجميع.

إعداد: علا محمد- تحرير: حسن عبد الله