نساء في الرقة يجدن في مهنة الخياطة النسائية مصدر الرزق الأنسب لهنَ

الرقة- نورث برس

لم تتعرض خاتون محمد (40 عاماً)، وهي أم لعشرة أطفال يعيشون في مدينة الرقة، شمالي سوريا، لانتقادات كثيرة بعد أن قررت دخول سوق العمل والبحث عن مصدر رزق دائم يسمح لها بتحمل عبء المعيشة مع زوجها الذي يعمل في فرن آلي في المدينة.

ثقول إنها اختارت “الخياطة النسائية” لأنها مهنة تتناسب مع خصوصية وعادات وتقاليد المنطقة التي تنتمي إليها، ولا تبعدها كثيراً عن أبنائها الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وعشرين عاماً.

وما تزال نساء في مدينة الرقة يتعرضن للنقد في حال دخلن سوق العمل، لكن طبيعة هذا النقد تختلف باختلاف المجال الذي تعمل به المرأة وطبيعة وظيفتها في هذ العمل.

وتجد نساءٌ أخريات في الرقة في مهنة الخياطة النسائية مصدر الكسب الأكثر ملائمةً لهن وسط القيود المجتمعية التي تفرضها العائلات على البنات والزوجات.

“تقاسمنا العبء”

وقالت خاتون إنها استطاعت التوفيق بين حياتها العائلية ومجال عملها، وباتت اليوم تتقاسم العبء الاقتصادي لتربية أطفالها واحتياجات المنزل مع زوجها.

وتتقاضى خاتون عن خياطة كل قطعة أجراً يبدأ من خمسة آلاف ليرة سورية وقد يصل إلى 50 ألف ليرة سورية في الأثواب الشعبية الكاملة أو الأزياء التي تحتاج وقتاً وجهداً كبيرين.

 ويرجع ذلك الاختلاف في الأجر أيضاً لنوع القماش والزينة التي يحتاجها الزي.

وترى “خاتون” أن العاملة الخياطة النسائية تستطيع تحقيق متوسط دخل شهري يصل لأكثر من 200 ألف ليرة سورية.

وتضيف أنها تتشارك بما تجنيه من عملها مع زوجها لتأمين مصاريف واحتياجات المنزل والعائلة.

وتقدمت “خاتون” للحصول على أدوات للخياطة منها ماكينة خياطة حديثة ولوازم أخرى، وذلك في نهاية دورة تدريبية أقامتها منظمة “غاف” غير الحكومية في مدينة الرقة.

“تعرضت للوم”

وقال عبد الرحمن الخطيب، وهو مدير مشروع “غاف” لدعم سبل العيش في الرقة، إن المنظمة أقامت مشاريع لدعم النساء الأكثر احتياجاً والعائلات الأشد فقراً في المدينة.

وأقامت المنظمة ورشات عمل لأربع وعشرين امرأة انتهت مطلع آب/ تموز الحالي، لزيادة الخبرات في مجال التسويق وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول سوق العمل.

لكن إيمان الحسين (33 عاماً)، وهي عاملة في الخياطة النسائية بالرقة، قالت إنها ما تزال تتعرض للوم حتى بعد زواجها.

 لكنها ترفض ذلك وترى أن “الحياة الزوجية تستمر بتعاون طرفيها وتفاهمهما.”

وقالت إيمان إنها عملت في “الخياطة النسائية” قبل الزواج واستمرت على هذا الحال بعد زواجها، وإنها راضيةٌ عما تقوم به رغم النقد الذي تتعرض له من قبل بعض صديقاتها أو محيطها.

وأضافت، لنورث برس، أن زوجها والذي يعمل في البناء يتقبل عملها، وهي في الوقت ذاته تتجنب أن يكون لعملها في الخياطة أي تأثير على الاهتمام بعائلتها وأطفالها الثلاثة.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: عمر علوش