نساء يعملن في صيانة الهواتف بإدلب رغم انتقادهن

إدلب – نورث برس

لم تتردد علا السلوم (21 عاماً)، وهو اسم مستعار لفتاة نازحة في قرية عين شيب بريف إدلب شمال غربي سوريا، في تعلم مهنة صيانة الهواتف المحمولة والعمل بها، رغم الانتقادات من محيطها.

وتلقت الفتاة، خلال دورة استمرت لشهرين، تدريبات نظرية وعملية تؤهلها لدخول سوق العمل، ضمن قسمي “الهارد وير، والسوفت وير”.

وتعمل “السلوم”، حالياً، مع 30 فتاة وامرأة أخرى، في مركز خاص بالنساء لصيانة الهواتف في مدينة إدلب.

كسر احتكار المهن

وتحاول نساء في منطقة إدلب، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، البحث عن أعمال تمكنهن من مساعدة عائلاتهن وسط الظروف المعيشية المتردية.

ويُحظر على نساء في المنطقة مزاولة أعمال تُعتبر حكراً على الرجال، في ظل هيمنة عادات وتقاليد تمنعن من الدخول في العديد من مجالات العمل.

ورغم أن الشاب أحمد الكنج (30 عاماً)، وهو من سكان مدينة سرمدا، لا يملك تفسيرات كافية، إلا أنه يعتقد أن “صيانة الموبايل هو عمل غير مناسب للنساء.”

ويضيف: “هذا العمل دقيق، ويحتاج لخبرة وكفاءة لا يتاحان لكل شخص.”

لكن “علا” ونساء أخريات يسعين لكسر هذه الهيمنة واكتساب خبراتٍ جديدة، بالإضافة إلى أن العمل يساعدها في تأمين نفقات دراستها الجامعية.

وتقول إن “جميع النساء العاملات في المركز حصلن على شهادات تدريبية، ولديهن الرغبة في التعامل مع الإلكترونيات، وأغلبهن يتفنّ اللغة الإنكليزية بمستوى جيد.”

خدمات آمنة لنساء

وعلى عكس الكثير من الآباء، قام عمر الفيلوني (41 عاماً)، وهو من سكان إدلب المدينة، بتشجيع ابنته على تعلم مهنة صيانة الموبايلات.

ويعتقد “الفيلوني” أن إتقان التعامل مع الأجهزة الخلوية من برمجة وصيانة، أصبح ضرورة للنساء “لحماية أنفسهن.”

ويشترك آخرون، بينهم زبائن في محال للنساء، مع الرجل في أن صيانة هواتفهم لدى امرأة أكثر أماناً من نواحي “الملاحقة الإلكترونية والابتزاز والمراقبة والتجسس عبر الإنترنت، وأي استخدامات أخرى غير أخلاقية.”

وترحب نساء في إدلب بوجود نساء يزاولن مهنة “صيانة الموبايلات”، لأن ذلك سيساهم بحفظ خصوصية هواتفهن، وحمايتهن من الابتزاز وانتهاك خصوصيتهن.

وقالت جمانة قربي (25 عاماً)، وهي من سكان مدينة إدلب، إن عملها في هذه المهنة يتيح لها حماية خصوصية هواتف النساء، من الانتهاك والاختراق من قبل ضعيفي النفوس من الرجال.

 وأضافت أن نساء كثيرات يضطررن لحذف الصور ومقاطع الفيديو من هواتفهن، قبل إرسالها إلى مراكز الصيانة المدارة من قبل الرجال، حتى لا يقعن ضحية لانتهاك الخصوصية.”

وقال سلام جوهر (27 عاماً)، وهو اسم مستعار لامرأة تعيش في إدلب، إنها اضطرت لدفع مبلغ من المال طلبه منها شخص هددها بنشر صورها.

وأضافت أن الخلافات مع زوجها بسبب ذلك الشخص وصلت حدّ تهديدها بالطلاق.

وتشير إلى أنها كانت قد أرسلت هاتفها إلى محل صيانة  قبل ذلك.

وتعتبر “جوهر” وجود نساء يعملن في صيانة الهواتف الآن أمراً مهماً وضرورياً.

إعداد: حلا الشيخ أحمد – تحرير: حسن عبدالله