القامشلي ـ نورث برس
ما الذي يجعل “عفرين” مُقاوِمة ومُقاوَمة. ساحة حرب وخراب، وقتل وتقتيل!؟، سؤال متولد لا يعثر على جواب.
لكن، هل هو المكان الذي رفض قدر الآخر وأراد أن يكون قدر ذاته وسكانه!؟، أو هو “قدر القاتل الذي فزع الله بجرائمه”!؟ أم أنه ذلك القدر الأعمى الذي جعل المأساة تنبعث من الرغبة السوداء!؟ منذ شتاء 2018 وحتى صيف هذا اليوم لا جواب أخير.
فهل يمكن العثور على جواب في حقول الكتابة، ومن خلاله يواجه فيه الإنسان المقاوم القدر الأعمى!؟.
هذا الكلام، يقودنا إلى كتاب “مقاومة العصر – عفرين 2018” لمؤلفه “عبد الله خليل قره مان”. ويتحدث هنا عن الحرب على عفرين، ومقاومة عفرين لها.
وهو كتاب نادر من حيث التوثيق الدقيق عن الحرب والمقاومة، وتحدث المؤلف عن أسباب قيام تركيا باجتياحها لعفرين، وأهم المعارك التي دارت رحاها فيها، وأهم التحالفات والعلاقات التي عُقدت خلال هذه الحرب، والطرف الذي احتل، والطرف الذي خسر، وعانى، ودفع الأثمان.
كما يوثق الكتاب كيف بدأت الحرب، وكيف بدأت معها المقاومة، وما أفرزتها، وكيف كان حال عفرين من قبل ومن بعد.
ويتطرق الكاتب إلى حال الشعوب في هذه الفترات العصيبة من تاريخ الحرب والمقاومة. ويوثق المؤلف كل شيء بالصور: “المقاتلون والشهداء منهم ومن المدنيين. النزوح ومخيمات الشتات. حرق الغابات وأشجار الزيتون.” كل شيء يوضح المأساة والمقاومة، وحجم الدمار الذي حلَّ بـ “عفرين”.

إذاً، فالغاية من الكتاب، كما يقول المؤلف: “توثيق العدوان التركي السافر على مقاطعة عفرين، وما رافقها من قتل وتدمير، وسلب ونهب للممتلكات، والتراث المادي والمعنوي، وتوثيق المقاومة المشهودة التي ظهرت على أهلها في وجه العدوان”.
الكتاب، سجلٌ موثق بالشهادات والصور لجرائم العدوان التركي، والانتهاكات الفاضحة لقوانين الحرب، والفاحشة ضد الإنسانية.
وتبرز عشرات من الصور، صورة المقاومة التي بدأت من عفرين، مروراً بالعالم المُعتم الذي يحيط بقضيتها، قضية “عفرين” التي لا يمكن تفاديها. تفادي قوة النفي الهائلة. عن الـ “مقاومة” نتحدث.