سري كانيه وتل أبيض خلال تموز.. انتهاكات وعمليات خطف ونبش للمواقع الأثرية
تل تمر – نورث برس
شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة له، في شمال شرقي سوريا، خلال شهر تموز/ يوليو المنصرم، استمرار الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان والاقتتال الداخلي، إلى جانب قصف المناطق الآهلة بالسكان، وعمليات نبش و نهب للمواقع الأثرية.
وبين أبرز الأنباء التي تصدرت المشهد مؤخراً، إدراج وزارة الخزانة الأميركية أفراداً وجماعات يتبعون للمعارضة السورية، وقادتها على لائحة العقوبات.
وفرضت واشنطن عقوبات على فصيل “أحرار الشرقية” أكبر الفصائل المتشددة، التي تسيطر على منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض، وريف حلب، لارتكابهم انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات خطف وقتل وتعذيب.
ويُتهم قائد الفصيل المدعو أحمد إحسان فياض الهايس الملقب بـ “أبو حاتم الشقرا” بقتل القيادية الكردية “هفرين خلف” ومرافقين لها، والتمثيل بجثثهم عام 2019، إلى جانب إعدام المعتقلين، وتهريب نساء وأطفال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ودمج عناصر التنظيم السابقين في صفوف فصيله.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، شنت تركيا برفقة فصائل معارضة موالية لها، عملية عسكرية، ضد منطقتي سري كانيه وتل أبيض، انتهت بسيطرتها على المنطقتين.
وتسبب الهجوم حينها بنزوح الآلاف من سكان المنطقتين، وقامت تركيا باستقدام الآلاف من عائلات عناصر فصائل المعارضة وتوطينهم مكان السكان الأصليين.
خلافات مستمرة
وفي العاشر من الشهر الماضي، اندلعت اشتباكات بين مجموعتين من فصيل “الحمزة” الذي يتبع للمعارضة المسلحة، في حي المحطة بمدينة سري كانيه (رأس العين) ، تسبب بنشر الخوف والرعب بين السكان بسبب استخدامهم للأسلحة الثقيلة في وقت متأخر من الليل.
ووفق المصادر، أن الاشتباكات جرت نتيجة خلافات على أموال لعمليات تهريب البشر إلى تركيا.
وتشهد المدينة الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة منذ أواخر عام 2019، بين الحين والآخر اشتباكات بين فصائل المعارضة، فيما بينها، معظمها تكون نتيجة خلافات على السرقات وبسط النفوذ.
وفي الخامس والعشرين من الشهر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات عنيفة جرت في مدينة سري كانيه، بين فصيل أحرار الشرقية وفصيل آخر، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن خمسة قتلى وجرحى من الطرفين.
عمليات خطف
وفي الثاني عشر، أفادت مصادر محلية ـنورث برس، أن فصيل “الجبهة الشامية” أقدم على اختطاف الشقيقين صدام وخالد إبراهيم الكرو، وابن عمهم قتيبة إسماعيل الكرو، وهم من سكان بلدة عين العروس بريف مدينة تل أبيض.
هذا ولا يزال مصير هؤلاء المعتقلين مجهولاً حتى اللحظة، بعد اقتيادهم إلى أحد مقرات الشرطة العسكرية في مدينة تل أبيض.
وفي الخامس والعشرين من الشهر ذاته، قامت الاستخبارات التركية بتطويق بلدتي سلوك والتركمان بريف تل أبيض، وأقدموا على اعتقال المواطنة “أمينة الحبيب” وهي من عشيرة طي في بلدة سلوك.
بالإضافة لاعتقال المواطنة “عبير العيسى” من عشيرة البوعساف من بلدة التركمان.
وبحسب المصادر المطلعة، فقد تم اقتياد السيدتين إلى أحد المقرات العسكرية في المنطقة، دون معرفة الأسباب، بينما لا تزال الامرأتان مجهولتي المصير إلى الآن.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اختطاف النساء من قبل القوات التركية والفصائل المسلحة، حيث سبق وأن تم اعتقال أربعة نساء من بلدة حمام التركمان العام الماضي، وتعذيبهن بوحشية.
نبش المواقع الأثرية
وذكرت مصادر محلية لـنورث برس، في منتصف شهر تموز، أن عناصر من فصيل ‘‘الحمزة’’ وتحت أنظار الجيش التركي بدأوا بعمليات النبش في موقع ‘‘تل الجحاش’’ الأثري جنوبي مدينة سري كانيه، بحثاً عن اللقى الأثرية.
كما شددت مصادر محلية في المدينة، قيام فرقة “الملك شاه”، بالحفر والتنقيب عن الآثار في موقع تل حلف بريف المدينة.
وفي منتصف العام الفائت، ذكرت مصادر مطلعة لـنورث برس، بأن القوات التركية حولت موقع تل حلف الأثري إلى ثكنة عسكرية، وعمدت إلى عمليات التنقيب فيه بواسطة خبراء أتراك، حيث استخرجت إلى الآن الكثير من الفخاريات واللقى الأثرية منها، ونقلتها إلى الأراضي التركية.
انتهاكات مستمرة
وذكرت مصادر محلية من سري كانيه، لـنورث برس، أن طفلة أصيبت بطلق ناري، بعد إطلاق مسؤول في الشرطة العسكرية النار عليها وعلى والدها أثناء مرورهم من أحد الحواجز على أطراف المدينة في السادس والعشرين من الشهر الفائت.
وفي الـتاسع والعشرين من الشهر، ذكرت مصادر مطلعة بأن مستوطنة عراقية أصيبت بطلق ناري في مدينة سري كانيه، بعد أن شهدت المدينة إطلاق نار عشوائي.
وعقب ذلك بيوم واحد، قامت مجموعة من عناصر فرقة الحمزة، بحجز قطيع من الأغنام لسكان قرية تل ذياب بريف مدينة سري كانيه، بحجة الرعي في قطاعهم، قبل أن يتم إطلاقها بعد تدخل عشائري بالمنطقة، وفق مصادر.
قصف لقرى مآهولة
وعلى غرار الأشهر الفائتة، صعّدت القوات التركية من قصفها المتكرر للمناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والمجلس العسكري السرياني، في شمال شرقي سوريا.
ورصدت نورث برس نحو 10 خروقات لوقف إطلاق النار خلال الشهر الماضي، من خلال استهداف المدفعية التركية لخطوط التماس مع المجلس العسكري السرياني والقوات الحكومية بريف بلدتي تل تمر وأبو راسين بريف الحسكة.
وقال آرام حنا وهو المتحدث باسم المجلس العسكري السرياني، في تصريح لـنورث برس، إنهم “رصدوا خلال الأيام الأخيرة تصعيداً عسكريّاً، من جانب العدو التركي على خطوط التماس بريف بلدة تل تمر، وصولاً إلى عين عيسى ومناطق الشهباء.”
وتنص اتفاقية سوتشي التي وقعتها كل من موسكو وأنقرة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، على وقف كافة العمليات العسكرية في مناطق شمال شرقي سوريا وسبقها بأيام اتفاقٌ مماثل بين واشنطن وأنقرة.
واعتبر القيادي، التصعيد التركي “انتهاكاً صارخاً لجميع الاتفاقيات الدولية”، بعد استهدافها لقرى آهلة بالسكان، بالإضافة للمرافق التعليمية والحيوية التي تخدم السكان.