الاتحاد الوطني لطلبة سوريا يواصل “هوايته” في كتابة التقارير بحق أساتذة الجامعات
دمشق – نورث برس
قال أستاذ في جامعة حلب، إنه استُدعي مؤخراً من قبل رئيس الجامعة، على خلفية تقرير كتبه أحد الطلاب المنتسبين للاتحاد الوطني لطلبة سوريا، بسبب رفضه إنهاء محاضرة، وعدم الموافقة على إخراج الطلاب من القاعة للاحتفال بفوز الأسد في الانتخابات الرئاسية.
وقال الأستاذ الذي طلب عدم الكشف عن هويته لنورث برس، إنه كان قد بدأ محاضرته حين قُرع الباب ودخل أحد الطلاب معرّفاً عن نفسه بأنه عضو في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، (وهي منظمة تابعة لحزب البعث الحاكم).
وطلب الطالب إلى الأستاذ قطع المحاضرة وإخراج الطلاب للمشاركة في الاحتفالات التي كانت تجري في الجامعة بمناسبة فوز الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الأخيرة.
وجرت الانتخابات الرئاسية في السادس والعشرين من أيار/مايو الفائت.
إلا أن الأستاذ رفض إنهاء محاضرته، أو السماح للطلاب بالخروج قبل انتهاء الدرس، طالباً من ممثل الاتحاد الخروج.
ويقول الأستاذ إنه وبعد أيام على الواقعة، علم بأن ثمة تقرير كتبه فرع الاتحاد في الجامعة ووجهه إلى رئيسة الاتحاد الوطني للطلبة.
ومفاد التقرير أن “الأستاذ الجامعي منع الطلاب من الاحتفال بالانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس بشار الأسد، وقام بطرد ممثل الاتحاد الوطني من القاعة، وأن هذا الأستاذ معارض للنظام.”
وبحسب الأستاذ الجامعي، فإن رئاسة الاتحاد طوت التقرير ولم تتخذ أي إجراء (كأن ترسله إلى الجهات الأمنية للتحقيق).
“اتحادٌ فوق القانون”
لم ينته الأمر هنا، إذ تم استدعاء الدكتور الجامعي من قبل رئيس الجامعة، الذي طلب من الأستاذ تفسيراً لما حصل بعد أن جاءته أوامر بالتحقيق مع الأستاذ، فسرد الدكتور لرئيس الجامعة ما حصل معه.
ويقول الأستاذ: “طلب رئيس الجامعة مني تقريراً عن ممارسات منتسبي الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، وتجاوزاتهم بحق الأساتذة والطلاب، لوضع حد لها لأنه لا يرضى بهذه التصرفات، كما قال.”
لكن شيئاً لم يتغير منذ ذلك الوقت “وما زال ممثلو الاتحاد الوطني، يصولون ويجولون ويعربدون في الجامعات السورية، متجاوزين كل القوانين الجامعية.”
ويقول: “أعضاء الاتحاد الوطني، يتصرفون وكأنهم فوق القانون، ويبدون أشبه برجال أمن أكثر من كونهم طلاب جامعة، فدَيدَنهم مراقبة الطلاب والأساتذة، وتصنيف الناس ما بين مؤيد ومعارض ورمادي، ولاحقاً كتابة التقارير الكيدية التي تطعن بوطنية هذا وانتماء ذاك.”
ويقول أستاذ آخر، رفض الإفصاح عن اسمه في تصريح لنورث برس، إن له تجربة مريرة مع منتسبي الاتحاد الوطني لطلبة سوريا داخل البلاد وخارجها.
ويضيف: “نظام الأسدين، ساهم عبر الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، في تسييس وتدمير ممنهج للعميلة التعليمية في البلاد، حتى أصبحت الجامعات بيئة خصبة تعج بالمخبرين وكتبة التقارير.”
وتحول هذا الاتحاد إلى جهاز أمني رديف للأجهزة الأمنية الأخرى وظيفته “التجسس على الكوادر التدريسية والطلاب والهيئات التعليمية في سوريا”، والسبب وراء ذلك حسب الأستاذ هو “خوف النظام من عقول السوريين.”
مخبرون في الخارج
ويقول الأستاذ الجامعي الذي كان يعمل مدرساً في إحدى الجامعات الأردنية: “فروع الاتحاد في الخارج تشكّل هي الأخرى ذراعاً أمنياً مهمته مراقبة تحركات ونشاطات الطلاب السوريين الموفدين إلى الخارج، والتضييق عليهم أو حتى ملاحقتهم أمنياً في الداخل.”
ويُتهم الاتحاد الوطني لطلبة سوريا خلال السنوات الماضية بشكلٍ خاص، بالتورط بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان.
وكانت شبكات حقوقية سورية، أدانت في أكثر من مناسبة الدور الذي لعبه الاتحاد وما زال خلال سنوات الحرب.
وشددت التقارير الحقوقية على أن “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، هو كيان مرتبط بشكل وثيق مع عدد من الأجهزة الأمنية، ومتورط بعشرات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.”
وذكرت تقارير حقوقية سورية، أن الاتحاد قمع المظاهرات الطلابية المُناهضة “للنظام”، وقام بملاحقات وتسبب باعتقال آلاف الطلاب الجامعيين.
وتعرَّض عدد كبير من هؤلاء “للتعذيب والإخفاء القسري بشكل منهجي واسع، والتعذيب والاخفاء القسري المرتكب من قبل النظام السوري يُشكّل جرائم ضد الإنسانية.”
ويُعرف عن الاتحاد أيضاً أنه ساهم “بتجنيد العشرات من الطلاب لصالح الأجهزة الأمنية، وجمع بيانات عن زملائهم الطلاب الناشطين في الحراك السياسي ضد النظام السوري، بهدف ملاحقتهم والتضييق عليهم وفصلهم من جامعاتهم.”