انتقادات حادة يثيرها حفل فني (مجاني) وسط دمشق

دمشق ـ نورث برس

أثار إعلان عن الحفل الفني المرتقب، مساء السبت، احتفالاً “بالقسم الرئاسي وعيد الجيش” انتقادات حادة في الداخل السوري.

وتركزت الانتقادات في معظمها، حول المفارقة التي جعلت الحفل يتزامن مع انتشار “صور الأسرى من أفراد الجيش في درعا، والظروف الصعبة التي يعيشها أفراد الجيش، الذين لا ينقصهم حفلات ورقص”، حسب ما علق كثيرون.

الحفل الذي سيحييه جورج وسوف وناصيف زيتون وشهد برمدا مساء اليوم في ملعب الجلاء وسط دمشق، يأتي أيضا وسط ظروف هي الأقسى من حيث توافر الطاقة الكهربائية.

وتعيش المناطق التي تخضع للحكومة مؤخراً، حالة غير مسبوقة من التقنين الكهربائي الذي أدى إلى حرمان مناطق من الكهرباء معظم ساعات اليوم، وهناك مناطق بالكاد كانت تصلها الكهرباء ساعة واحدة يومياً.

ويضاف إلى زيادة التقنين الكهربائي، ازدياد حدة أزمة الوقود، التي جعلت المؤسسات العامة تقنن في عدد الباصات المخصصة لنقل موظفيها من وإلى بيوتهم، وكان الإعلان عن أن “المواصلات مؤمنة” مثار سخرية كثيرين، تساءلوا “لماذا يظهر الوقود حين تريد الحكومة أن تحشد الناس.”

كما سخروا من الإعلان عن أن حضور الحفل سيكون “مجانياً”، وذلك وسط من حالة ارتفاع الأسعار المستمرة التي جعلت السوريين يحسبون حساباً حتى لثمن ربطة الخبز.

وقال البعض إن منظمي الحفل يقدمون زيتون ووسوف “مجانا”، بدل الخبز لسوريين “كأنه لا ينقصهم سوى حضور الحفلات!.”

صورة رقم

“عيد أسرى الجيش”

تحتفل سوريا مطلع آب/ أغسطس سنوياً بعيد الجيش، ومنذ أن بدأت الحرب في سوريا صار لهذا اليوم دلالات أخرى ارتبط معظمها بالتطورات الراهنة.

ويأتي العيد هذه الأيام مع بدء حملة عسكرية في محافظة درعا ما زال الإعلام السوري لا يذكر عنها أي شيء عدا ما تنشره وكالة “سانا”، مما يسمح الجيش بنشره.

إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي غصت في الأيام الأخيرة بصور وفيديوهات “لأسرى من الجيش” في محافظة درعا.

وكتب أحدهم: “الحفل يأتي في مناسبة توفير 100 راتب هذا الشهر مأسورين بدرعا ومو معروف مصيرهم.”

وقال آخر: “شبابنا عم تنخطف وعم تستشهد بدرعا.. هلق وقت الحفلات.”

وقال غيره: “ع شو بدكم تحتفلوا ع الذل اللي عايشينه.”

“والملعب سيمتلئ!”

رغم أن العثور على تعليق واحد مؤيد لذلك الحفل يبدو شبه مستحيل، إلا أن بعض السوريين علقوا بالقول إنه ورغم ذلك فإن الملعب “سيمتلئ بالحاضرين، وأن الشاشات ستبث الحفل ويظهر جموع الحاضرين وهم يتمايلون مع وسوف أو زيتون.”

وقد فسر أحدهم تلك الحالة بالقول، إن “هناك فئة من السوريين لا يهمها كل ما يحصل، وأفرادها ينتمون إلى شريحة تزداد ثراء أو ابتعاداً عن هموم الناس، وهؤلاء الذين يظهرون دوماً في مناسبات كتلك.”

إعداد: ريتا علي ـ تحرير: محمد القاضي