إقبال على حفر الآبار في كوباني وسط مخاوف من تفاقم انخفاض الفرات

كوباني- نورث برس

يلجأ سكان في مدينة كوباني، مؤخراً، إلى حفر الآبار الارتوازية بشكل لافت وسط مخاوف من تفاقم نقص المياه الواصلة للمنازل بعد استمرار تخفيض تركيا لتدفق مياه نهر الفرات.

وقال عبدو إبراهيم (65 عاماً)، وهو أحد سكان كوباني، إنه يقوم حالياً بحفر بئر لمنزله لتأمين مياه الشرب، بعد انخفاض مستوى المياه في الفرات الذي أدى لنقص كميات المياه الواردة إلى المنازل.

وأضاف أن انخفاض مستوى المياه في نهر الفرات أدى إلى تلوث المياه في النهر وإصابة الكثير من السكان بالأمراض.

وأشار “إبراهيم” إلى أن قيامه بحفر البئر هو أمر احتياطي في حال تم قطع مياه الفرات عن المنطقة من قبل تركيا أو انخفضت مستويات التدفق لدرجة تصبح غير صالحة.

ومنذ أكثر من أربعة أشهر، تأثرت قطاعات الكهرباء ومياه الشرب والري في كوباني بتخفيض تركيا لتدفق الفرات نحو الأراضي السورية.

ورغم أن سكان كوباني وريفها اشتهروا منذ القدم بالعمل في حفر الآبار، إلا أن كثيراً من القديمة خرجت عن الخدمة أثناء المعارك مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2015.

وتصل مياه الشرب عبر الصنابير بمعدل مرة كل يومين وأحياناً مرة كل ثلاثة أيام، وهي لا تكفي حاجة السكان وخاصة خلال الصيف، إذ يضطرون لشراء المياه من الصهاريج.

ويقول “إبراهيم” إن كل سكان المنطقة لا يستطيعون تحمل نفقة حفر الآبار، كما أن كميات المياه في كل بئر تختلف من بئر لآخر، “فهناك آبار لا تضخ أكثر من خمسة براميل في اليوم.”

ويختلف العمق اللازم للبئر من مكان لآخر داخل المدينة، حيث يتم حفر البئر بعمق يتراوح بين 50 و150 متراً.

وتبلغ تكلفة حفر المتر الواحد أربعة آلاف ليرة سورية، بينما تكلف الرخصة 35 ألف ليرة سورية.

 وتبلغ تكلفة كل بئر بين 500 و600 ألف ليرة سورية، بينما تصل تكلفة تجهيز البئر لضخ المياه بما فيها معدات المضخات والخراطيم إلى مليون ونصف مليون ليرة سورية.

وقال مصطفى أحمد (38 عاماً)، وهو صاحب حفارة في المدينة، إن لجوء سكان كوباني لحفر الآبار زاد منذ نحو شهرين بعد انخفاض مستوى مياه نهر الفرات.

وأضاف أن مياه البئر كانت تظهر سابقاً على عمق 35 متراً في السابق، بينما تظهر المياه حالياً على عمق 70، قد تصل لبعض الأماكن إلى 120 متراً، “بسبب كثرة الآبار من جهة وانخفاض مستوى مياه الفرات من جهة أخرى.”

ويحتاج “أحمد” إلى يومين على الأقل لحفر البئر الواحدة.

بدورها قالت خالصة حج عبد القادر، وهي الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في مقاطعة كوباني، إن تخفيض تركيا للمياه المتدفقة إلى المنطقة أدى لمشاكل نقص المياه.

وأضافت أن نقص مياه الشرب دفع السكان لحفر الآبار في غالبية شوارع المدينة رغم وجود أضرار للظاهرة.

لكنها أشارت إلى أن أحياء متل حي “الشهيد كاوا” بحاجة لحفر الآبار، “لأن مياه الشرب لا تصله ولكن بقية الأحياء يحفرونها احتياطاً.”

وأدى انخفاض مستوى المياه في نهر الفرات لخروج البئر الذي كان مورداً لمياه الشرب عن الخدمة، بحسب “عبد القادر”.

ولجأت مديرية المياه إلى وضع “غطاسات مياه” في النهر لكن انخفاض مستوى المياه مجدداً أدى لاحتراق أكثر من غطاس، إضافة لأعطال في أجهزة الضخ وأعطال فنية في محطة الضخ بسبب تراكم الأوساخ في المياه.

وقالت الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في مقاطعة كوباني إن المديرية بدأت قبل فترة بتنفيذ مشروع سينتهي العمل فيه قريباً، من أجل حل مشكلة نقص مياه الشرب في المدينة.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: زانا العلي