ترامب: نجحت في إعلان وقف إطلاق دائم للنار بين تركيا والكرد في سوريا

واشنطن – هديل عويس ـ NPA
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء، أنه تم استيفاء الشروط بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكرد لتنجح الولايات المتحدة بتحقيق "وقف إطلاق نار دائم" بين الجانبين التركي والكردي.
وبعد جلسة استماع وتحقيقات مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء، أعاد الكونغرس مُسائلته لجيفري مرة أخرى الأربعاء، حول ما جرى من سحب مفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا.
وأنهى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولين، جلسة الكونغرس للتحقيق مع المبعوث الأمريكي الأربعاء بـسؤال محدد؛ هل سنحمي الكرد من حملة إبادة عرقية تشنها تركيا أم سنكتفي بحماية النفط.
كان جواب جيفري أن الولايات المتحدة مستمرة بالالتزام بشن عمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، يتركز تواجدنا في مناطق وجود
النفط لمنع جماعات متطرفة مثل التنظيم من الاستفادة من هذه الموارد.
وسأل السيناتور فان هولين، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، هل تحاولون حرمان روسيا من النفط أيضاً، السؤال الذي حاول جيفري التهرب من الإجابة عليه بالقول "روسيا غير متواجدة الآن في تلك المنطقة. وقال جيفري؛ حتى اللحظة لا يوجد أمر عسكري بحظر جوي أو تدخل عسكري ضد تركيا ولكن من يعلم، قد يتغير هذا الوضع غداً".
وأفاد جيفري بأن الرئيس ترامب أوضح بأن تجاوز تركيا الخط الذي تم تحديده في اتفاق وقف إطلاق النار سيؤدي إلى تبعات وتحركات ضد تركيا.
كما قام الكونغرس يوم الأربعاء، باستضافة السيدة إلهام أحمد، رئيسة مجلس سوريا الديمقراطية للاستماع إلى شهادتها ومطالب قوات سوريا الديمقراطية بعد الاعتداء التركي الذي جاء بعد قرار الرئيس ترامب بالانسحاب.
من جانبه قال الرئيس ترامب مجدداً إنه تحدث إلى الجنرال مظلوم وأنه سيراه قريباً، الأمر الذي فسرته شبكة "المونيتور" ومحللين أمريكيين على أنه دعوة من الرئيس ترامب للجنرال مظلوم عبدي للقائه في البيت الأبيض.
من جانبها تقول الدكتورة ايمي هولمز، الباحثة في معهد الرئيس الأمريكي ويلسون لـ"نورث برس" إنَّ كل هذا الزخم الذي تناله القضية الكردية والذي يترافق مع تناقضات في تصريحات الإدارة الأمريكية ينطلق من عدم واقعية قرار الانسحاب، مضيفةً؛ إبقاء بعض القوات بحجة حماية النفط هو فرصة للتفكير في خارطة طريق تساعد الولايات المتحدة في الحفاظ على العلاقة مع "قسد" لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية" والحفاظ على استقرار المنطقة الأمر الذي يدرك خبراء الشأن السوري أنه يواجه مخاطر عودة التنظيم المتطرف.
وتقول هولمز، رغم تحرك روسيا بسرعة كبيرة لتقول للعالم أن التوافق قد حصل بين مكونات المنطقة برعايتها وأن وقف إطلاق النار بشكل دائم قد تم برعايتها، لا تزال الضغوطات الأمريكية ومحاولات التدخل الأمريكي لفرض بعض الشروط والدفع لأجل حماية الكرد أمر إيجابي ويجعل شروط تفاوض "قسد" مع روسيا أفضل.
ويقول المحلل السياسي الدكتور هيريم كريم لـ"نورث برس"، قضية ترك الكرد لمواجهة إبادة عرقية بضوء أخضر من إدارة ترامب هي واحدة من أكثر الملفات التي خلقت شرخاً بين الرئيس ترامب وحلفائه الجمهوريين ولذلك "راينا وسنرى الكثير من الضغوطات على ترامب في هذا الملف الذي توافق عليه الحزبين الديموقراطي والجمهوري وبالتالي من اليوم حتى موعد الانتخابات القادمة في تشرين الثاني/نوفمبر العام ٢٠٢٠ لن تتمكن إدارة ترامب من تحمل التبعات السياسية لأي تمادي تركي في المنطقة.