النقاط الطبية شبه معدومة في جبل الزاوية بإدلب في ظل التصعيد العسكري

إدلب نورث برس

يشكل نقص النقاط الطبية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا، تحدياً آخر للسكان كي يحافظوا على حياتهم وأطفالهم وسط التصعيد العسكري في المنطقة مؤخراً بين القوات الحكومية المدعومة من روسيا وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا.

وقبل نحو أسبوعين، فقدت الطفلة إيمان طقيقة البالغة من العمر أربع سنوات حياتها قبل أن تصل إلى مشفى في مدينة إدلب التي تبعد عن بلدتها أحسم أكثر من 40 كيلومتراً.

وفي الثامن عشر من تموز/يوليو الحالي، طال قصف حكومي بلدة أحسم في منطقة جبل الزاوية، أدى لإصابة الطفلة بجروح، وتم نقلها إلى مشفى في مدينة إدلب، لكنها فارقت الحياة قبل وصولها إلى المشفى بلحظات.

ومنتصف العام 2019، تسببت العمليات العسكرية التي شهدها ريف إدلب الجنوبي بتدمير عشرات النقاط الطبية والمستشفيات في المنطقة بشكلٍ شبه كامل وخروج بعضها عن الخدمة.

 لكن الوضع تفاقم مع تصعيد القصف الحكومي والروسي على قرى وبلدات المنطقة، بسبب كثرة المصابين الذين يحتاجون إسعافات ورعاية، وربما عمليات جراحية أحياناً.

ومنذ أشهر، تشهد مناطق ريف إدلب الجنوبي تصعيداً بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ الخامس من آذار/مارس 2020.

وقال معن المهدي (35 عاماً)، وهو عامل في إحدى فرق الإسعاف التابعة لمنظمات محلية، إن منطقة جبل الزاوية تضم نقطتين طبيتين فقط وهما نقطتا أبلين ومرعيان، إضافة إلى ست نقاط طبية في مدينة أريحا المجاورة لجبل الزاوية.

لكنه أضاف إلى أن تلك النقاط “ضعيفة وغير مؤهلة، إذ تقتصر الخدمات التي تقدمها على الإسعافات الأولية فقط.”

 وذكر أن مصابين، من بينهم أطفال، فقدوا حياتهم أثناء محاولة إسعافهم إلى مشافي إدلب المدينة، بسبب عدم توفر نقاط طبية مؤهلة في المنطقة وبعد أخرى بمسافة لا تقل عن 50 كيلومتراً عن مركز منطقة جبل الزاوية.

ويحدث ذلك في وقت يغيب الموقف التركي حول التصعيد العسكري في المنطقة، خاصة أن تركيا هي إحدى الدول الضامنة لاتفاق “خفض التصعيد” ، كما أنها جزء من اتفاق “وقف إطلاق النار” المبرم مع روسيا في مارس/ آذار عام 2020.

وقبل نحو أسبوعين، عقدت الدول الثلاث الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) الجولة الـ 16 لاجتماعات أستانا، والتي أعلن بيانها الختامي تثبيت وقف إطلاق النار، لكن الأمور جرت على العكس من ذلك.

وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت عدة مناطق في إدلب، احتجاجات نددت بالصمت التركي إزاء التصعيد العسكري والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات.

ورفع المحتجون حينها لافتات كتب عليها، “إلى الضامن التركي السيد أردوغان إذا لم تستطع حماية أطفالنا دعنا نموت بهدوء من أجل أن يكتب التاريخ أن الجيش التركي يقتل أطفالنا.”

والأربعاء الماضي، استهدفت الطائرات الحربية الروسية، بعدة غارات جوية تلال الكبينة ومحور برزة بريف اللاذقية الشمالي، كما استهدفت بعدة غارات قريتي دوير الأكراد والسرمانية في سهل الغاب غرب حماة.

واستهدفت فصائل للمعارضة مواقع القوات الحكومية في مدن كفرنبل وسراقب ومعرة النعمان وبلدات بسقلا وحزارين وخان السبل وداديخ جنوب وشرق إدلب.

ومطلع الشهر الفائت، كاد أسامة علوان (19عاماً)، وهو من سكان قرى جبل الزاوية، أن يفقد حياته بعد إصابته بقصف مدفعي طال منزل عائلته، حيث استقرت عدة شظايا في رأسه وظهره وقدميه وتمكن الكادر الطبي من إعادته للحياة بعد أن غاب عنها للحظات قليلة.

ونجا “أسامة” من الموت، إلا أنه فقد إحدى ساقيه نتيجة تأخره بالوصول إلى المشفى الواقع في مدينة إدلب التي تبعد عن بلدته أكثر من 50 كيلومتراً.

وأخبره الطبيب أنه كان بالإمكان اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ ساقه بعد الإصابة مباشرة، إلا أن تأخره بالوصول إلى المشفى بسبب المسافة الطويلة حال دون ذلك.

 إعداد: براء الشامي- تحرير: سوزدار محمد