استياء سائقي شاحنات من تأخر إجراءات التسيير في دير الزور

دير الزور- نورث برس

يبحث رجب العبدالله 37) عاماً(، وهو مالك شاحنة لنقل البضائع، عن مكان للمبيت له ولمعاونه لأسبوع على الأقل سيقضيانه في مدينة دير الزور، شرقي سوريا، في انتظار الحصول على ورقة إذن للعبور والعودة إلى منزلهما في العاصمة دمشق.

وينتظر السائق بجانب مستودعات للبضائع في المدينة، ريثما يتم تفريغ حمولته من المواد الغذائية.

يقول إن تأخره في العودة إلى العاصمة يتسبب في كل مرة بخسارته لزبائن من التجار في مدن أخرى،” بسبب المدة الطويلة التي أستغرقها في رحلة دير الزور.”

إغلاق يومي

ويعاني سائقو شاحنات ومالكوها ومرافقون لهم، من تأخر مكتب تنظيم الدور في تسيير الشاحنات عبر الطرق الواصلة بين مدينة دير الزور والمدن السورية الكبرى مثل حلب ودمشق وحمص، بحجة عدم صلاحية الطرق لسير الشاحنات ليلاً. بحسب ما يروي سائقون.

ويقوم المكتب التابع للحكومة السورية، بمهمة تنظيم مرور الشاحنات، وتسييرها عند دخولها وخروجها من المدينة.

وقال جاسم الجواد، وهو اسم مستعار لموظف في المكتب إن “سبب الأزمة على مكتب الدور، هو إغلاق طريق دير الزور-تدمر، بشكل يومي في تمام الساعة الرابعة عصراً، ما يؤدي إلى تأخر انطلاق الشاحنات لعدة أيام.”

بينما أشار الموظف إلى أن المكتب “لا يقوم بتسيير عدد كبير من الشاحنات صباحاً أيضاً، بسبب رداءة الطريق وافتقاده الأمان.”

وتنتشر خلايا لتنظيم الدولة الإسلامية  (داعش) وقطاع طرق، بشكل كبير في مناطق البادية  السورية، مستفيدة من الطبيعة الصحراوية للمنطقة.

 وكثيراً ما يشهد  الطريق الممتد بين مدينتي دير الزور وتدمر عمليات (تمشيط) أمنية للقوات الحكومية السورية.

ويقوم المكتب “بتوجيه الشاحنات بشكل منتظم بين طريقي دمشق وحلب، وذلك عبر السماح لأربع شاحنات بالذهاب عبر طريق حلب، مقابل أربع شاحنات على طريق دمشق”، بحسب الموظف.

ويقول السائقون إن إجراءات الحصول على ورقة الدور تستغرق مدة لا تقلّ عن أسبوع، حتى يتمكن السائق من السفر إلى وجهة جديدة بعد تفريغ حمولته بمدينة دير الزور.

“قطع للرزق”

وتتسبب المدة الطويلة التي يستغرقها انتظار أصحاب الشاحنات في دير الزور، بخسارتهم لرحلات وزبائن من التجار في المحافظات الأخرى، لأنهم لا يستطيعون تعليق تجارتهم طوال المدة التي يقضيها السائقون بدير الزور.

ويصف السائق رجب تأخر الشاحنات في مدينة دير الزور بأنها “قطع أرزاق بالنسبة لأصحاب وسائقي الشاحنات.

و يقول سائق آخر قدم من مدينة دمشق، إنه ينام منذ أربعة أيام داخل شاحنته في دير الزور، بعد أن انتهى من تفريغ حمولته وتوزيعها، وذلك لعدم حصوله على ورقة دور المرور حتى الآن.

ويضيف بتهكم: “يحتاج سائقو الشاحنات الذين يعملون بشكل مستمر بين المحافظات السورية ودير الزور، إلى امتلاك منازل خاصة بهم هنا للمبيت بها، نظراً للمدة الطويلة التي يقضونها  هنا، قبل تمكنهم من العودة إلى بيوتهم”.

فيما يقرر هادي الأحمد 41) عاماً)، وهو مالك شاحنة آخر قدم من مدينة حماة، أنها ستكون “المرة الأخيرة” التي  يأتي بشاحنته إلى دير الزور.

ويشير إلى أنه عند السفر من حماة إلى معظم المدن السورية الأخرى يعود في اليوم التالي، لكن عند المجيء إلى دير الزور يبقى لأكثر من أسبوع، “ما يتسبب في خسارة المزيد من الرحلات.”

أجور إضافية

وتنعكس عرقلة عمل الشاحنات وعملية التأخير في إيصال الحمولات إلى دير الزور، على التجار وأسعار المواد في المدينة.

وتتسبب صعوبة وصول الحمولات إلى دير الزور، في اعتكاف معظم الموردين ومكاتب الشحن عن إرسال حمولاتهم إليها.

وقال عارف العلي 25) عاماً)، وهو اسم مستعار لمالك مستودع للمواد الغذائية، إن الموردين قاموا أضافوا زيادة لسعر البضائع بسبب تأخر الشحن.

وتذرعوا بهدفهم في زيادة أجور الشاحنات والسائقين، لتشجيعهم على  السفر لمدينة دير الزور، وهو ما أدى إلى رفع أسعار البضائع، بحسب “العلي”.

وأشار تاجر آخر إلى أن “الألبسة والمواد الغذائية مهددة بالفقدان، وارتفاع أسعارها، بسبب تأخر وصول الشحنات إلى المدينة”.

إعداد: أحمد الموسى- تحرير: حسن عبدالله