نقص مياه الشرب في أحياء حلب الجنوبية والشرقية

حلب- نورث برس

تشهد الأحياء الجنوبية والشرقية في مدينة حلب، شمالي سوريا، نقصاً حاداً في مياه الشرب، بحيث لم تعد تصل للكثير من السكان في تلك المناطق لأيام متواصلة.

ويعاني سكان أحياء كالمشهد والأنصاري شرقي وصلاح الدين والعامرية، منذ حوالي شهر، من انقطاع المياه أو ضعفها الشديد، بحيث يلجأ الكثير منهم لشراء المياه أو تحمل تكاليف إضافية للحصول عليها، ما زاد من أعبائهم المادية في ظل الوضع المعيشي المتردي.

وضع “مأساوي”

وقال عبد الناصر الشلحاوي (31 عاماً)، وهو من سكان حي المشهد، لنورث برس، إن معاناته مع نقص المياه، بدأت منذ بداية الشهر الحالي مع تغيير مواعيد ضخ المياه إلى الحيّ.

 وأضاف أن “كل يوم ضخ للمياه يقابله ثلاثة أيام انقطاع، وفق نظام جديد لتقنين المياه.”

وأشار إلى أنه بالرغم من محدودية الضخ سابقاً، “لكن كنا نملأ الخزانات المتواجدة على أسطح البنايات، وهو ما لم يعد ممكناً في ظل التقنين الحالي.”

ولا تتجاوز ساعات ضخّ المياه 12ساعة، مقابل انقطاع قد يصل لأربعة أيام، بحسب”الشلحاوي”

ووصف كمال عنجريني (52 عاماً)، وهو من سكان حيّ العامرية جنوبي المدينة، وضع المياه في حيّه بـ”المأساوي”، حيث تضطر الكثير من العائلات لشرائها من الصهاريج بمبالغ كبيرة.

وقال: “يشتري السكان صهريج الماء سعة 20 برميلاً، بـ 40 ألف ليرة، وغالباً ما تشترك عائلتان بتقاسمه، بحيث يكفيهم لمدة لا تزيد عن أربعة أيام”.

لا عدالة

ويشتكي حسين حمادة (30عاماً)، وهو من سكان حيّ الأنصاري شرقي، مما يصفه بـ”غياب العدالة في توزيع المياه.”

 وبحسب قوله، فإن “الأحياء الشرقية الشعبية محرومة من المياه، بينما تتمتع أحياء وسط المدينة والأحياء الراقية بتوفر المياه بشكل أفضل.”

وأضاف: “حتى عندما يضخون المياه إلى هذه الأحياء، فإنها تكون ضعيفة، ولا تصل الطوابق والأبنية العالية، فنضطر لتشغيل المولدات لانقطاع الكهرباء في أغلب الأوقات.”

ومطلع الشهر الجاري، قال مسؤول حكومي آخر في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حلب، إن سبب انقطاع المياه عن أحياء كثيرة في المحافظة يعود إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن إحدى محطات ضخ المياه.

لكن المهندس صباح أبو دان (45 عاماً)، وهو موظف في شركة مياه حلب، قال لنورث برس، إن ” قطع تركيا لمياه الفرات أثر على محطة البابري في منطقة مسكنة.

 وتسبب عدم استقرار المنسوب المائي لمياه النهر وترسب الطمي بأعطال في المحطة العملاقة المسؤولة عن تغذية مدينة حلب وريفها بمياه الشرب.

“وأدى ذلك لاعتماد نظام تقنين جديد بهدف تعويض النقص وضمان تزويد الأحياء بمياه الشرب”، على حد قول “أبو دان”.

إعداد: نجم الصالح- تحرير: حسن عبدالله