لا قوات قتالية أميركية في العراق وقادة عراقيون يشيدون بنتائج الحوار

أربيل – نورث برس

شددت واشنطن وبغداد على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين إلى مهام الاستشارة والتدريب وعدم وجود القوات القتالية بحلول نهاية هذا العام، فيما أشاد قادة عراقيون بنتائج الحوار الاستراتيجي ولما فيه من مصلحة لبلادهم.

وأول أمس الأحد، هبطت طائرة رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له في العاصمة واشنطن، والتقى بالرئيس الأميركي جو بايدن بعد حوارات أجراها وفد عراقي رفيع مع المسؤولين الأميركيين في إطار الحوار الاستراتيجي.

وأمس الاثنين، أعلن المكتب الإعلامي للكاظمي، تفاصيل اجتماعه بالرئيس الأميركي جو بايدن، والذي تضمن الاتفاق على انتهاء تواجد القوات القتالية في الأراضي العراقية بحلول نهاية العام.

وقال المكتب في بيان إن “الجانبين عقدا جولة مباحثات في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، تناولت مختلف جوانب تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والصحية.”

وشهد اللقاء “التأكيد المتبادل على انتقال العلاقة الأمنية بين الطرفين إلى مهام الاستشارة والتدريب ودعم بناء القدرات العسكرية العراقية، وتقديم الدعم الفني للقوات المسلحة العراقية، وإنهاء وجود القوات القتالية الأميركية بحلول نهاية كانون الأول من العام الجاري.”

وأشاد بايدن وفقاً للبيان، بدور الكاظمي والحكومة العراقية المتنامي في “السير بالعراق نحو الاستقرار، ومساهمتها الفعالة في إرساء أسس السلام والتهدئة في منطقة الشرق الأوسط.”

كما شهد اللقاء “تأكيد دعم حكومة الولايات المتحدة الأميركية للعراق، ولمسار إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من شهر تشرين الأول المقبل.”

وقال الكاظمي: “يتطلع العراق إلى بناء علاقات وطيدة وشراكة راسخة مع الولايات المتحدة الأميركية، على أسس احترام السيادة العراقية، وضمن إطار الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين وحفظ مصالح العراق.”

اقتصاد وكورونا

وتباحث الجانبان أيضاً توسعة “أفق الاستثمار أمام الشركات الأميركية في العراق، والخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في توفير بيئة جاذبة للاستثمار بالفرص الواعدة في العراق، وبما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويزيد من خلق فرص العمل.”

وجرى خلال اللقاء بحث “الجهود الثنائية والتعاون المشترك في مجال مكافحة جائحة كورونا، واستعداد الولايات المتحدة لتوفير المزيد اللقاحات من أجل تعضيد جهود الحكومة العراقية في الوقاية وتوفير الحماية الصحية لأبناء شعبنا”، بحسب البيان.

وقال بايدن في تغريدة على موقع توتير: “اليوم التقيت رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وأكدنا من جديد التزامنا بتوسيع نطاق التعاون من خلال مبادرات جديدة تركز على التعليم والصحة والمناخ ودعم الديمقراطية في العراق وتعزيز سيادة القانون.”

وقال بايدن خلال لقائه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض، “سنرسل 500 ألف جرعة لقاح للعراق واتطلع للانتخابات العراقية.”

وأضاف: “نريد أن نستمر بدعم العراق استخبارياً والدور الأميركي في العراق سيتركز على المساعدة التدريبية وما يتعلق بتنظيم داعش.”

وأشار إلى أن “الشراكة الأميركية العراقية مستمرة، وإدارتي ملتزمة بها. نحن ملتزمون بالتعاون الأمني ومواجهة داعش مع الحكومة العراقية. لن نقوم بأي مهمات قتالية في العراق.”

إيران ومواقف عراقية

وكشفت صورة التقطت خلال لقاء بايدن والكاظمي، أن بايدن دوّن ملاحظتين على ورقة كان يمسكها بيده، بينما كان يرد على أسئلة الصحفيين.

وبمضاعفة حجم الصورة، تبين أن بايدن كتب فيها جملتين تتعلق الأولى ببلاده، وجاء فيها “اقتراح الولايات المتحدة للاستجابة للهجمات”، أما الثانية فتتعلق بإيران وجاء فيها “إيران تفكر في كبح الهجمات.” طبقاً لموقع قناة “الحرة” الأميركية.

وتأتي زيارة الكاظمي إلى واشنطن بالتزامن مع سلسلة هجمات تشنّها فصائل موالية لإيران على المصالح الأميركية في العراق، بينما تشدد واشنطن على أنها  ترد على الهجمات عبر عمليات جوية على مواقع لتلك الفصائل في العراق وسوريا.

واعتبر رئيس جمهورية العراق برهم صالح، الثلاثاء، أن ‏نتائج الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة.

وقال صالح في تغريدة على تويتر، إنها تأتي “ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الأخ الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند إلى مرجعية الدولة.”

وأضاف: “مصلحة العراق تستوجب تعزيز مؤسسات الدولة وحماية السيادة والقرار الوطني المستقل.”

ورحب تحالف الفتح وهو ائتلاف شيعي عراقي، بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام، واعتبره “خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة.”

وأعرب التحالف عن أمله “من المسؤولين المعنيين في الدولة العراقية في متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي.”

وقال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الثلاثاء، إن “العراق نجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي، ضمن متطلبات المرحلة الجديدة ومقتضيات المصلحة الوطنية وتحقيق السيادة الناجزة وبناء عراق مقتدر سيد.”

لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، علق على قرار الولايات المتحدة بشأن قواتها في العراق، وقال “لننتظر إتمام الانسحاب.”

ووجه الصدر في تغريدة على تويتر، شكره “للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولاسيما الأخ الكاظمي”، فيما وصف القوات الأميركية بقوات “احتلال”، وقال: “وها هو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع.”

إعداد: حسن حاجي – تحرير: معاذ الحمد