حفر باقية في أحياء السويداء بعد أشهر من أعمال صيانة للبنية التحتية
السويداء- نورث برس
لم تنقذ نبيل السلامة (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي النهضة في مدينة السويداء، جنوبي سوريا، جهده لردم الحفرة التي أمام منزله، فقد تعثر وهو عائد ليلاً إلى منزله بحفرة أخرى كانت البلدية قد خلفتها خلال النهار بعد صيانة أحد خطوط المياه.
ويشتكي سكان من السويداء من عدم تسوية الحفر وإعادة تعبيدها بعد عمليات إصلاح خطوط مياه الشرب المتواجدة تحت الطرقات أو صيانة خطوط الصرف الصحي.
وقال “السلامة” إنه أجبر على ردم الحفرة الأولى بنفسه بعد أن بقيت أنابيب المياه مكشوفة ثلاثين يوماً منذ منتصف حزيران/ يونيو الماضي.
وأشار إلى أن الحفر الكثيرة التي أحدثت على جنبات الطريق المحاذية لحيه، لم يتم تسويتها وتسببت بسقوط أشخاص فيها ليلاً.
واستغرقت عملية إصلاح أنابيب مياه الشرب المعطلة في حي النهضة 20 يوماً، إذ بقي سكان الحي بلا مياه طيلة فترة الإصلاح واعتمدوا على الصهاريج.
وأرجع مسعود حمدان (49 عاماً)، وهو اسم مستعار لمشرف على ورشات صيانة في بلدية السويداء، سبب عدم تسوية الحفر إلى أن عمال ردم الحفريات وتسوية الطرقات “قليلون.”
إذ لا يتجاوز عددهم خمسة فقط يغطون مدينة السويداء كاملة، كان أن مهام صيانة الصرف الصحي في بلدية المدينة تقتصر على ثلاثة عمال، بحسب “حمدان”.
وأشار المشرف على الورشات إلى عدم وجود أي نية للبلدية توظيف عمال جدد لسد الشواغر وتغطية مساحة المدينة.
كما أن المشكلة تكمن أيضاً، بحسب الموظف الحكومي، في قلة الآليات الحكومية وتوقفها في مرآب مجلس البلدية ونقص الوقود وتعطل العديد من مداحل الإسفلت الخاصة بتأهيل الطرقات.
وتعود مشكلة قلة أعداد العمال وعدم توفر مادة الاسفلت الخاصة بالطرقات وتعطل الآليات داخل مرآبها الحكومي إلى عشر سنوات خلت، إذ أن عدد العمال الفنيين كان قبل خمس سنوات أكبر من الأعداد المتوفرة حالياً.
إلا أن ضعف الراتب الحكومي الذي يتقاضونه (حوالي 75 ألف ليرة سورية شهرياً) جعل العديد منهم يفسخون عقودهم السنوية ويتوجهون إلى أعمال أخرى أكثر نفعا مالياً لهم، بحسب “حمدان”.
وقال قيصر رستم (55عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان حي الجلاء بالسويداء، إن الحي يضم منذ بداية نيسان/أبريل الماضي خنادق ترابية بعد تمديد خطوط صرف صحي في الجزء الشرقي منه.
وأضاف أن التراب يغطي الشوارع “فبعد الحفر وتخريب الإسفلت والأرصفة، يتركون حفراً ترابية يصل عمق بعضها لمترين وتشكل خطراً على المارة وخاصة كبار السن والأطفال.”