أزمة نقل حادة في حماة وسط استمرار إضراب سائقين عن العمل

حماة – نورث برس

لم تتمكن فايزة الدلال(22عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة في جامعة حماة، وسط سوريا، تقديم امتحان إحدى المواد بسبب تأخرها عن الموعد المحدد للامتحان بربع ساعة.

واضطرت الطالبة وسط نقص المواصلات في مدينتها وعدم امتلاكها المبلغ الكافي لاستئجار سيارة تاكسي للذهاب مشياً على الأقدام إلى الجامعة وذلك بعد انتظار دام ساعة ونصف على أحد المواقف العامة لسرافيس النقل الداخلي.

وعادت أزمة النقل الداخلي للواجهة في مدينة حماة في ظل استمرار إضراب عدد من سائقي السرافيس العاملة على خطوط المدينة عن العمل رفضاً للتعرفة الجديدة التي حددها مجلس محافظة حماة.

وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، رفع مجلس محافظة حماة، تعرفة الركوب لسرافيس النقل الداخلي في المدينة من 75 ليرة إلى 125 ليرة سورية، وذلك عقب إضراب سائقين في المدينة عن العمل لمطالبتهم بزيادة التعرفة بعد رفع الحكومة لسعر وقود المازوت (الديزل).

لكن سائقين في حماة اعترضوا على التعرفة الجديدة وقالوا إنها لا تتناسب مع السعر الجديد للوقود وارتفاع تكاليف الصيانة وطالبوا برفعها إلى 200 ليرة سورية.

وفي العاشر من الشهر الجاري، رفعت وزارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، سعر مادة المازوت من 180 ليرة  إلى 500 ليرة سورية لليتر الواحد.

 ورفعت الحكومة قبل ذلك بعدة أيام، سعر وقود البنزين من صنف “أوكتان 95” إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية لليتر الواحد، وذلك بعد رفعه مرتين خلال العام الحالي.

ويتزامن إضراب السائقين عن العمل مع بدء امتحانات الطلاب في الجامعة، إذا تعج المواقف العامة بتجمعات لسكان وطلاب تستمر لساعات طويلة بانتظار السرافيس لنقلهم إلى وجهتهم.

وقال نزار المنو (39 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق سرفيس، إن التسعيرة الجديدة لا تراعي أجور التصليحات وأسعار قطع غيار السيارات “المرتفعة للغاية”، ولا تتناسب مع سعر المازوت الذي ارتفع أضعاف ما كان عليه سابقاً.

وأضاف أن عطل أي قطعة في السيرفيس “يكلفني أجور عمل أسبوع وأحياناً أكثر.”

ولا يخفي سائقون استمروا بالعمل بعد التسعيرة الجديدة تقاضي 150 ليرة بدلاً من 125 ليرة، لكنهم ووفقاً لما ذكروه لنورث برس يواجهون مشادات كلامية مع ركاب بسبب ذلك.

وقال معاذ مطر (43 عاماً)، وهو اسم مستعار لسائق سرفيس في حماة، إنه كان يقوم سابقاً بتعبئة سيارته 20 ليتراً من مادة المازوت يومياً بمبلغ 4500 ليرة سورية، بينما يقوم حالياً بتعبئة الكمية نفسها بـ12500  ليرة سورية.

واعتبر أن التسعيرة الجديدة، “غير عادلة، وقد قدمنا شكوى لمديرية النقل اعتراضاً على التسعيرة وإلى الآن لم نحصل على أي رد.”

ومنذ أكثر من عام، تشهد حماة وباقي مناطق سيطرة الحكومة السورية أزمة نقص في المشتقات النفطية.

ولم تنجح السياسات الحكومية عبر تقنين المواد النفطية من خلال اعتماد البطاقة الذكية والرسائل النصية في إيصال المخصصات لمستحقيها.

وقالت رهام الجمعان (24عاماً)، وهو اسم مستعار لطالبة في جامعة حماة، إن معاناتهم تتفاقم عند بدء الامتحانات، إذ يتوجب على جميع الطلاب عدم التأخر عن الامتحان، “لكن ذلك بات صعباً في ظل أزمة المواصلات.”

وأشارت الطالبة التي تسكن في حي تشرين بحماة إلى أنها تضطر للخروج من منزلها قبل ساعتين من موعد الامتحان.

ولكن “في كثير من الأحيان، لا أجد سرافيس وأضطر للمشي أكثر من ساعة تحت أشعة الشمس لأجد أي وسيلة نقل تقلني أو أكمل طريقي الطويلة سيراً.”

 إعداد: علا محمد- تحرير: سوزدار محمد