انتقادات تطال المؤتمر الذي يدعو اللاجئين السوريين للعودة
دمشق ـ نورث برس
انتشرت انتقادات وسخرية واسعة، من المؤتمر الذي يدعو اللاجئين السوريين للعودة إلى بلاد “صار فيها تأمين الحاجات الأساسية معجزة يومية.”، وجاء ذلك بالتوازي مع الحملة الترويجية الرسمية لعقد المؤتمر.
ورغم ما تعانيه سوريا من أزمات متلاحقة، وصلت حد تأمين رغيف الخبز، تستعد دمشق لاستئناف عمل “المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين” غداً الاثنين.
وتأتي الدعوة للاجئين إلى العودة لبلادهم في وقت صارت المواد الغذائية توزع مقننة وحسب “البطاقات الذكية”، حتى أن كثيراً من السوريين في الداخل.
وبات أمر تلك الدعوات محل سخرية للسكان في الداخل، وانتشرت عبارة “ضربة جديدة للمغتربين” مع كل إجراء جديد سواء في رفع الأسعار، أو في تقليص كمية المواد التي تباع عبر البطاقة.
والمؤتمر سيكون النسخة الثانية من المؤتمر الذي عقد العام الماضي، ولكنه لم يسفر عن أي نتائج في عودة اللاجئين رغم الدعاية الإعلامية التي سبقته ورافقته.
والمؤتمر بنسختيه يبدو مسعى روسي أكثر من أنه سوريا، فسوريا التي صارت تحتفل بعيد “النصر على النازية”، (واليوم تحتفل سوريا بعيد الأسطول البحري الحربي الروسي)، صارت أيضاً تقوم بكل أنشطتها السياسية برعاية روسية، والإعلان عن استئناف أعمال المؤتمر الذي جاء من موسكو قبل دمشق، مؤشر على ذلك، بحسب سكان.
ويرى محمد العلي (45 عاماً) وهو من سكان دمشق، أن الجولة الثانية ستكون كالأولى بدعم روسي، بل إن روسيا شكلت لجنة لتلك الغاية، ستكون حاضرة في المؤتمر.
ووصل إلى دمشق وفد روسي سيشارك في اجتماعات المؤتمر، والوفد برئاسة “رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع الروسية ورئيس الهيئة التنسيقية لعودة المهجرين السوريين إلى بلادهم” ميخائيل ميزنتسييف، إلى جانب مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.
وقضية اللاجئين هي إحدى أوراق “الأزمة السورية” التي تمسك بها روسيا، وهي ورقة مهمة في التفاوض سواء مع أوروبا التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، أو مع تركيا التي تسعى هي أيضا للضغط على أوروبا بهذا الملف، كما أنها تحقق عدداً من المكاسب من خلال استغلال أوضاع المهجرين.
وكتب أشخاص كثر عن المؤتمر، وهناك إجماع على أن استعادة اللاجئين لا تكون بالمؤتمرات “بل بالعمل الجاد لبناء نظام حكم عادل، ولا تكون بتعميم الفقر على السكان.”
وأشاروا إلى أن “أولى خطوات تشجيع عودة اللاجئين هو أن يجدوا كهرباء في منازلهم، وخبزاً يأكلونه، وقانوناً يحميهم من الاعتقال التعسفي، ويسمح لهم بإبداء آرائهم فيما يخص بلدهم.”
وتساءل بعض اللاجئين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي: “إلى اين تدعوننا؟ هل لديكم ما يكفي من الطحين، من الوقود، من الحق في التعبير؟.”