فارون من القصف التركي في إقليم كردستان “بحاجة ماسة” للمساعدات

أربيل ـ نورث برس

حمّل هيرش رشيد، وهو ناشط مدني يعيش في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، السبت، المنظمات الدولية مسؤولية تقديم الاحتياجات اليومية لنازحين فروا من القصف التركي على قراهم بقضاء آميديى (العمادية).

ومنذ نيسان/ أبريل الفائت، يشن الجيش التركي هجوماً جوياً وبرياً على مناطق حدودية مع إقليم كردستان العراق، بذريعة وجود مقاتلين لحزب العمال الكردستاني.

لكن، يقول سكان وشهود عيان في المنطقة، إن المتضرر الأكبر هم سكان القرى، لا سيما بعد توغل الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان.

وأشار “رشيد” إلى أن منظمات الأمم المتحدة عليها التعامل مع ملف النازحين من قرى آميديى، على شاكلة تعاملها مع نازحي الموصل و شنكال “سنجار”.

وقال في حديث لنورث برس: “تسبب القصف التركي بتهجير سكان خمس قرى والتجأوا إلى أقاربهم في دهوك وزاخو وسيميل.”

وأضاف: “هناك قرى مثل أوره وهرور محاصرة، ولا يسمح الجيش التركي للسكان بمتابعة زراعتهم أو تأمين احتياجاتهم اليومية.”

ووجه الناشط المدني نداءاً لحكومة إقليم كردستان: “نطلب من حكومة الإقليم أن توصل المساعدات الإنسانية بشكل أكبر.”

وقضى رشيد ثلاثة أيام في توثيق الأحداث في قضاء آميديى، وقال: “دمر القصف التركي شبكات الكهرباء وأنابيب المياه. السكان بحاجة لمد يد العون في قرى عديدة.”

وانتقد الناشط ما وصفهم بـ”عشرات الوكالات الإعلامية في إقليم كردستان التي لم تزر المنطقة مطلقاً: “تسقط القذيفة تلو الأخرى، وحتى الآن لم نجد أي وكالة تتوجه لتوثيق الأحداث.”

ومطلع الشهر الفائت، وجه مجموعة من الناشطين ومنظمات مجتمع مدني في العاصمة أربيل، دعوة لقيادات حكومتي إقليم كردستان والعراق، للتحرك ووضع “حد للهجمات التركية على الإقليم.”

ووصف بيان الناشطين حينها، التدخل التركي الذي وصل لعمق أربعين كيلومتراً في أراضي إقليم كردستان بـ”الكارثة الكبرى التي تلحق الضرر بالبشر والحجر.”

وقالت بهره محمد أمين وهي ناشطة مدنية، لنورث برس، إنهم بانتظار تحرك عاجل لقيادات الإقليم وبغداد.

وأضافت محمد أمين: “مع الأسف, تشهد بهدينان الآن أحداثاً مؤسفة وليست متصلة ببهدينان فقط بل بكل شعب كردستان، لأن بيئة كردستان يتم تدميرها, بسبب القصف وقطع الأشجار من قبل تركيا.”

وقالت محمد أمين: “نطلب من رئاسة الإقليم والحكومة ورئاسة العراق وحكومتها التدخل ووضع حد لتركيا، لأن ضرراً كبيراً يلحق ببيئة كردستان بسبب قطع عدد كبير من الأشجار.”

وخلال الشهرين الماضيين، أبدى سكان في قضاء آميدي “العمادية” استيائهم من القصف التركي المتكرر لقراهم وتحول العديد منها إلى أماكن خالية من السكان.

وتشهد هذه القرى منذ نيسان/أبريل الفائت، شن طائرات حربية تركية، غارات جوية شملت محيط جبلي غاره ومتين في محافظة دهوك.

وفي وقت سابق قال صادق عبدالعزيز وهو أستاذ جامعي من قرية ردين في المحافظة، لنورث برس، إن قريته بأكملها مهجورة الآن، “لا يمكننا كعائلة أن نذهب إلى هناك، لأننا نتوقع في كل لحظة قصفاً تركياً ربما نكون ضحيته.”

وقصفت الطائرات التركية قريتي كوركو وبنافي الواقعتين على سفوح جبل متين في القضاء، كذلك قرية كافيا ومواقع أخرى في سفح جبل غاره في أوقات مختلفة خلال الفترة الماضية.

وتعرضت قرى آميدي نتيجة القصف لخسائر بشرية واقتصادية.

وقال سرور رزيكي وهو طبيب نفسي إن الناجين من القصف لا ينجون من آثاره.

وأضاف لنورث برس في مقابلة سابقة: “القصف يعيد إلى الأذهان كل ما عاشه الكرد من مظالم وأنفال ويعاني العديد من أبناء تلك المناطق من صدمات واضطرابات في النوم.”

إعداد: بيشوا بهلوي – تحرير: معاذ الحمد