مزارع يخوض تجربة لزراعة الفستق السوداني بريف دير الزور الشرقي

دير الزور – نورث برس 

يتجول عبد الرحمن العلي (٤٣ عاماً)، وهو مزارع من بلدة السوسة، ١٢٠ كم شرق دير الزور، شرقي سوريا، بين أرضه بعد زراعة الفستق السوداني، والتي يصفها “بالتجربة الفريدة” التي تلت تجارب لزراعات أخرى نادرة في المنطقة.

وشهدت مناطق ريف دير الزور تراجعاً في القطاع الزراعي نتيجة الحرب وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات بعد حبسها من تركيا.

وتبدأ زراعة الفستق السوداني في نيسان/ أبريل وحتى تموز/ يوليو من كل سنة، وزراعته في هذا التوقيت تسمى بالمبكرة، ويكتمل موسم حصاده خلال ثلاثة أشهر ، بحسب المزارع. 

وخصص “العلي” ثلاثة دونمات من أرضه لخوض التجربة التي يحاول عبرها تشجيع مزارعين على زراعة محاصيل جديدة بعد مراحل مختلفة من الحرب في دير الزور وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات الذي أثر سلباً على القطاع الزراعي وغيرها من القطاعات.

وتعتمد إحدى طرق زراعة الفسق السوداني على تجهيز مساكب طولانية، تروى مرة ثم تحرث الأرض بعد جفافها، يليها وضع البذار داخل الخطوط، مع المحافظة على ٢٥ سم إلى ٣٥ سم بين كل بذرتين، على حد ما يشرح “العلي”.

وبعد شهر  من زراعته يعتبر المزارع أن زراعته نجحت بنسبة ٨٠ بالمئة، ويرى أنها نسبة عالية بعد تعرض أراض أخرى لتلف محاصيل وجفاف أشجار.

ومنذ أشهر، خفضت تركيا من تدفق مياه نهر الفرات تجاه الأراضي السورية، ما أثار مشكلات حياتية وسخطاً شعبياً في المناطق التي تعتمد على النهر في مياه الشرب وري الأراضي الزراعية.

ومن أبرز الصعوبات التي واجهها “العلي”، تأمين المبيدات الحشرية لحفظ النبتة من الديدان وغيرها من الحشرات والأسمدة بسبب غلائها ومشقة تأمينها بعد وضع قيود على نقل البضائع عبر المعابر الداخلية بين مناطق خاضعة لحكومة دمشق وأخرى تديرها الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا .

ويقول مهندسون زراعيون أن محصول الفستق السوداني يتعرض للعديد من الآفات، أبرزها تعفن الجذور أو الثمار وتبقع الأوراق والصدأ، كما أن حشرات الدودة الخضراء والذبابة البيضاء والدودة القارضة والعنكبوت الأحمر قد تهدد بتلف المحصول.

ويحتاج الفستق السوداني إلى رش الأرض بالسماد الفوسفوري بمعدل 200 كغ لكل دونم، والسماد البوتاسي بمعدل 150 كغ لكل دونم قبل الزراعة مع تخطيط الأرض، و200 كغ من السماد الآزوتي لكل دونم إذا دعت الحاجة.

ويقضي “العلي” معظم يومه في أرضه، يتابع رعاية نباتاته وينتشل الأعشاب التي تعيق نموها.

ويبدو “العلي” واثقاً من نجاح تجربته، ويعيد ذلك إلى مبادرات سابقة له حققت نجاحاً لزراعة محاصيل أخرى كالملفوف والقرنبيط والبطاطا، ” كانت زراعة ناجحة رغم أن أحداً في المنطقة لم يسبقني إليها.”

ويرى “العلي” أن المحاصيل الصيفية والشتوية بريف دير الزور الشرقي تتميز بجودة عالية، “لأن تربتها نظيفة.”

 محاولاً تشجيع مزارعي المنطقة باستثمار الأراضي وزراعتها دون التقيد بزراعات محددة.

ويعمل معظم سكان ريف دير الزور في المجال الزراعي الذي يعتبر مصدر دخلهم الرئيس، إلا أن ضعف الإمكانات المادية ونقص الخبرة الزراعية يقيّدان المزارعين بمحاصيل محددة، وفقا لـ”العلي”.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المروية في المنطقة الشرقية بريف دير الزور نحو ١٤٠ ألف دونم تروى بمحطات ري زراعية و آبار ارتوازية، بحسب لجنة الزراعة في المنطقة.

ودعا “العلي” المنظمات الدولية لدعم القطاع الزراعي في المنطقة حتى يتمكن المزارعون من استخدام اساليب ري حديثة كالرش والتنقيط.

 ويعتقد أن ذلك سيساهم في نجاح مثل هذه التجارب الزراعية أن السقاية بمياه الآبار الارتوازية لا تحقق إنتاجاً جيداً كما الري من النهر، وهو ما يفتقده المزارعون جراء انخفاض مياه الفرات. 

إعداد: أنور الميدان – تحرير: عمر علوش